الكاتبة: آيات عادل
اللامي
(طُفولة إلكترونِية!)
عندما تَتبادر إلى أذهاننا كلمة(طفولة)،
لا نفهم سوى تلك البراءة التي تُرتَسمُ على وجوه الأطفال، لهوّهم، ومرحهم، ألعابهم
البسيطة التي تُحفّز أجسادهم قبل عقُولهم.
لكن؛ كيف لمفهوم الطفولة ذلك أن يتغير!،
ليصبح عبارة عن شاشاتٍ إلكترونيةٍ، تَنخر عقول الصغار قبل أبصارهم... تسلب نشاطهم
وتقتل عنفوانهم... ليغدوا كآلاتٍ تعمل
على البطارية أو الشاحن؛ سرعان ما تضمُر طاقاتهم وتتثاقل حركاتهم.
نحن الآن، ورغم الإيجابيات التي جاءت بها
تلك الأجهزة والسهولة التي اختصرنا بها الكثير من المعاملات اليومية، نعاني وبشدة
من تأثيرها السلبي وما تعرضهُ من برامج لها وقعٌ سيءٌ في نفوسِ الأطفالِ... تلك
التي أصبحت كمرضٍ خطيرٍ، وخبيثٍ انتشر وبسرعةٍ كبيرةٍ في أجسادهم ليقضي على
طاقاتهم وإبداعاتهم... فنظراً لعواقبها
الوخيمة على الصغار، كضعفِ البصر، ناهيك عن الأمراض التي قد تسببها العزلة الناتجة
عن كثرة تلك المشاهدات "كالتوحد" أو "ألتأخر في النطق"...إلخ.
كشف تقريرٌ صادر في
عام(2006م) من قِبل مؤسسة "أسرة
كايسر"، إنَّ نسبةَ الأطفالِ الرضع الذين يشاهدون التلفزيون حوالي (74٪) من
الأطفال قبل بلوغهم (السنتان) من عمرهم.
هذا الشيء كافٍ جداً لأن يُسبب لهم
مستقبلاً؛ صعوباتٍ في المدرسة، والسمنة، والنوم، واضطرابات الأكل. وعلاوةً على
ذلك، فإن استخدام الإنترنت، والهواتف المحمولة يؤدي إلى السلوكيات الخطرة وغير
المشروعة.
هنا لا بدَّ للأهلِ من اتخاذ الإجراءات
اللازمة حيال هذا الأمر والوقوف على الأسباب التي دفعت أبناءهم إلى المبالغة
والإفراط في ساعات جلوسهم أمام تلك الأجهزة...
أهو قلة اهتمامهم، وانشغالهم عنهم، أم اضطراب الوضع الأمني، الذي أجبر بعض الأهالي إلى الابتعاد عن ترفيه أطفالهم خارج حدود المنزل؟.
أم إنهم قد استسهلوا الأمر، ووجدوا في ذلك وسيلة للتخلص من الضوضاء التي تصدر منهم؟.
أهو قلة اهتمامهم، وانشغالهم عنهم، أم اضطراب الوضع الأمني، الذي أجبر بعض الأهالي إلى الابتعاد عن ترفيه أطفالهم خارج حدود المنزل؟.
أم إنهم قد استسهلوا الأمر، ووجدوا في ذلك وسيلة للتخلص من الضوضاء التي تصدر منهم؟.
هذا وإنَّ خطرَ مشاهدة تلك البرامج، أو
الرسوم المتحركة طوال الوقت يجعل إضافة إلى العزلة، من الطفل شخصاً عدوانياً،
يُعادي أقرانه، بل ويقْدُم إلى إيذائهم بأيِّ طريقةٍ كانت، لذا فهذا الشيء سيعيق
التطور العاطفي لديه، وهذه مشكلة أخرى لا يُستهان بها.
لذا لا بدَّ من معالجةً هذا الأمر ووضع حدٍّ
له؛ كي ينشأ لنا جيلاً ذكياً، مفعماً بالحيوية، والنشاط، متصالحاً مع نفسه ومع
الآخرين.
وهذا لا يكون إلّا عن
طريق:
*مراقبة الآباء، لعدد
الساعات التي يقضيها أطفالهم برفقة تلك الأجهزة، وتخصيص وقت محدد لهم لا يصل إلى
حدِّ الإفراط.
*محاولة تنمية قدرات
الطفل، بألعابٍ تعليميةٍ، وفكريةٍ، ومسليةٍ في ذاتِ الوقتِ قادرةً على تعزيزِ
مهاراته، وتحسين استيعابه.
* تخصيص بعض الوقت،
للخروج مع الأطفال والتمتع بالطبيعة، لأنَّها إضافة لنشرها السعادة والراحة لديهم؛
فإنها تُعزز ثقتهم بأنفسهم، وتعطيهم دروساً فيما يتعلق بكيفية الإقدام على مجازفات
الحياة، ومنحهم فرصةً أكبر للعب، واللهو، وإطلاق العنان لقدراتهم الإبداعية، واستكشاف
كل ما يتعلق بها.
* ولا ننسى، تحلي
الآباء بالصبر، وعدم استخدام القسوة، أو الصراخ في وجوههم؛ بل عليهم امتصاص الغضب،
والضوضاء، والفوضى بابتسامة تبعث الاطمئنان لديهم، وتغرسُ الحب داخلهم.
وأخيراً... علينا جميعاً كآباء أن نأخُذ
في الحسبان، كل الحلول التي من الممكن أن تعود بالنفع على فلذات أكبادنا، فهم
أمانة من الله في أعناقنا... فلنحافظ على تلك الأمانة، دون ضجرٍ أو ملل.
#آيات_عادل
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
نبذة
مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: آيات عادل اللامي.
الولادة ومحلها: (1992م)/ بغداد.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس في القانون/ جامعة بغداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: آيات عادل اللامي.
الولادة ومحلها: (1992م)/ بغداد.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس في القانون/ جامعة بغداد.
الحالة
الاجتماعية: متزوجة.
السكن
الحالي: بغداد.
(طُفولة إلكترونِية!...)
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار