احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

16‏/12‏/2017

"كركوك... تراشق واتهامات"



الكاتبة: علياء حسين






                "كركوك... تراشق واتهامات"



       لم تكن الأحداث الأخيرة ( 16-10-2017م ) فريدةً من نوعها؛ بل إنَّ التأريخ المعاصر للكرد يخبرنا عن حوادث أخرى قد تتشابه في وقعها أو أسبابها. وما مسرحية كركوك إلّا واحدة منها، فقد إنسحبت ((پيشمرگة)) الإتحاد الوطني الكردستاني، ليبدأ الجمهور بتبادل الإتهامات فيما بينهم، حزب (مسعود) ومؤيديه يصف حزب (جلال الطالباني) وأبنه ((پاڤيل)) بالخونة وتسليم كركوك للقوات العراقية، مقابل مناصب ومبالغ مادية؛ صحيح إن الحزب قد خسر الكثير من مؤيديه الشباب، والمندفعين الذين لا يفقهون من السياسة شيء، وتعميتهم العنصرية القومية، بينما المثقفون والرافضون للحرب من الأكراد وقفوا مع ((پاڤيل)) ووصفوا قراره بالحكيم.



        ((پاڤيل طالباني)) خسر جمعاً غفيراً من الكرد، ولكن في المقابل ربح تأييد عراقي عربي تركماني كبير؛ لحقنه دماء المواطنين الذين هم قطع شطرنج بأيادي السياسيين لا أكثر.


        أستغل (مسعود) القضية القومية الكردية في صالحه، وأستقطب جمهوراً واسعاً من الكرد، كما وظف حبهم لقوميتهم لزيادة إسهم عائلته من الأصوات في الانتخابات المقبلة.



          إنَّ حلم الدولة الكردية صعبُ المنالِ، خاصة في الظروف الحالية للكرد أنفسهم، فهم اليوم غير موحدين على الرغم من الواجهة التي تثبت إنهم معاً ويد واحدة، إلّا إنَّ الحقيقة أنَّ طرفي المعادلة السياسية في كردستان تشير أن هناك حقداً على بعضهم البعض، وأنهم لا يتفقون إلّا ماندر.



           أستبد (مسعود) بالحكم، وأستغل الموارد المادية والبشرية، ليغرق حزبه ومؤيده، وملشياته بالأموال والسلاح، بينما في المقابل تفتقر قوات ((الپشمركة اليكيتي)) إلى الأسلحة وتفاوت كبير حتى في المرتبات بينهم وبين جماعة (مسعود)، كما إنَّ أهل السليمانية لم ينسوا أبداً ما فعله هذا البرزاني في (31-8-1996م)حين باعهم لصدام بثمن بخس.



           الاكراد ينقسمون الى قسمين رئيسيين: (البادنان والسوران). رغم إنهم أكراد ومن دين واحد، إلّا أنهم لا يتحدثون بنفس اللهجة، والأغلب إنهم لا يفقهون لغة بعضهم البعض، وكل طرف يرى نفسه الأعلى شأناً، كذلك المحافظات الكردية كل محافظة ترى نفسها هي الأفضل ويعيبون بعضهم بعضاً في كل مناسبة، أما (أكراد كركوك) فهم الأقل حظاً بين جمهور العراق، حيث إنَّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يسميها «قدس كردستان»، وحزب الديمقراطي الكردستاني يطلق عليها «قلب كردستان»، والحقيقة هي أنها بنك كردستان فقط.!!..


          كركوك في وجهة المدفع دائماً، وأكثر الشهداء منها، وكردها أقل دخلاً من كرد باقي المحافظات، إذ سيطرت عليها الأحزاب بشكل كبير، وقيدت حريتهم، وإنَّ أبسط مثال على ذلك هو عدم إستطاعة الشاب التقديم على أي وظيفة دون الحصول على تزكية من أحد الحزبين؛ هذا هو المواطن الكركوكلي بين صراع الحزبين، فهو آخر من يلتفت أليه.






نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل: علياء حسين الداوودي.
الولادة ومحلها: (1986م/ بغداد).

التحصيل الدراسي: بكلوريوس تربية لغة إنجليزية تتحدث ثلاث لغات: (عربية- إنجليزية- كردية).

الحالة الإجتماعية: متزوجة.
السكن الحالي: كركوك.

إقرأ أيضا

"كركوك... تراشق واتهامات"
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة