احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

14‏/04‏/2018

((الميثومانيا أو هوس الكذب))

الكاتب: أحمد فائق السالم





"الميثومانيا أو هوس الكذب"

      ربما يكون مصطلح غريب نوعاً ما، لكن لا بد أن نسلط الضوء عليه(الميثومانيا) أو ما يسمى(هوس الكذب): وهو أعلى مراحل الكذب الذي يصل إليها الإنسان، هذه الصفة موجودة داخلنا لكن ربما بدرجات متفاوتة من شخص لآخر، فبعضهم يستخدمها طوق نجاة للعبور والبعض الآخر يستخدمها لتفادي بعض الحالات الاجتماعية وبعضهم من أجل تحقيق منافع مادية.

        بعض الأشخاص نرى لديهم سلوك سيء وهو تضخيم الأشياء لدرجة اللاعقلانية بدون أي فائدة تُذكر، لا بل أن بعضهم لا يعلم أنهُ يكذب أصلاً، لكن ماذا لو تجرّد الدافع إلى الكذب من الاضطرار، أو الطمع، أو أي من الأسباب القابلة للتسويق المنطقي عموماً؟، ماذا لو ظل أحدهم يرتكب الكذب الذي لا يمكن أن يتسبب تجنّبهُ في حدوث أدنى مشكلة لهُ أو لغيره أو تشكيل أي خطر على مصالحه أو علاقتهِ؟، هنا قد يتحول إلى حالة مرضية تدعى(الميثومانيا) أو المرض القهري وتم وصف هذهِ الحالة لأول مرة عام(١٨٩١م) في الأدبيات الطبية من قبل الطبيب النفسي الألماني(أنتون ديلبروك) ومن خلال اطلاعي على العديد الكتابات المتعلقة بــ(الميثومانيا) واحتكاكي بمن أعتقد أنهم من أصحابها أستطيع أن أقول هي عبارة عن علّة نفسية مزمنة تقوم بتحفيز صاحبها على اختلاق القصص، أو الأحداث التي تدور حولهُ في الغالب.  


       كما شخص علماء النفس هذا المرض على أنه هوس الكذب، فالمريض يجد نشوة ولذة كبيرة لدى قيامهِ بالكذب على الآخرين عن طريق اختلاق الكذب وما يزيد من هذهِ النشوة هو تصديق المحيطين بهِ لروايتهِ المختلقة مما يحفز لديهِ رضا بالشعور النفسي، وأوضح علماء النفس أن هذا المرض لا يقتصر على فئة معينة سواء الرجال، أو النساء، ولا على فئة عمرية بعينها، وقد صرح الطبيب النفسي الدكتور(كلود بيلان): "أن مريض الكذب القهري: هو شخص لا يريد أن يخيب أمل المحيطين بهِ مما يدفعهُ للمبالغة بالكذب".، وقد ذكرت بعض الدراسات العلمية أن (٣٠٪) من المصابين بهذا المرض قد تعرضوا في نشأتهم لبيئة مضطربة تعاني من الفوضى والتفكك الأسري، وأن(٤٠٪) من المصابين بهِ لديهم علة واضطراب في الجهاز العصبي قد يصل إلى الصرع، ومنه فرط الحركة وتشتت الانتباه وعدم التحكم النفسي؛ إذ رأى علماء أن الدافع النفسي وراء الكذب هو(التجمّل)، حيث يقوم الشخص باختلاق بعض القصص التي تعزز من قوة شخصيته لدى البعض، كأن يتظاهر بأنه ثري أو ما شابه ذلك.

      الميثوماني: إنسان يكذب ويختلق بطريقة جنونية، لكي يعطي لنفسهِ قيمة في نظر الآخرين، ويبدي لهم التظاهر بأمور غير موجودة أصلا، يقول(ملود بيلان) الأخصائي في علم النفس الاجتماعي الميثوماني: "شخص لا يريد أن يخيب آمال المحيطين بهِ فيدفعهُ ذلكَ إلى الكذب بهذهِ الطريقة المخيفة، كما أن هذا المرض يصيب صاحبهُ بالازدواجية فيكذب دون أن يكون لهُ مصدر موثوق حتى ينتهي بهِ المطاف إلى خداع نفسه وهو لا يعلم".، وقد قامت الجمعية الأمريكية بإدراج الميثومانيا من الأمراض العقلية من الدرجة الثالثة لما يخلفهُ من اضطرابات نفسية كبيرة، حتى واجهه العديد من أصحاب الشأن صعوبات بالغة للحد من هذا المرض الذي بدأ يظهر بصورة كبيرة، فالكذب آفة كبيرة بكافة أنواعهِ ويكفي أن الرسول عليهِ أفضل الصلاة والسلام قد نهى عن الكذب حيث قال: (ما زال الرجلُ يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتبَ عِند الله كذّابا) لعل ما ذكرناه يُبين دواعي هذا المرض الذي أستشرى في وقتنا الحالي عِند الكثير، وأدعوا أصحابهُ مراجعة أنفسهم ومعرفة الخطر المترتب عليهِ، الذي بتتابعهُ قد يتحول إلى أبعد من ذلك.

ـــــــــــــــــــــــ

#احمدالسالم
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

((الميثومانيا أو هوس الكذب))
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة