احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

16‏/12‏/2017

"إلى معتنقي الغضب، عشّكُم الزوجيّ في خطر!"



الكاتبة: إيلاف عباس الجبوري



"إلى معتنقي الغضب، عشّكُم الزوجيّ في خطر!"

         الخلافات الزوجية وبكل بساطة، ما هي إلّا ذبذبات سلبية، وعرضية في حياة الزوجين، ومن الطبيعي جداً ترددها طالما كان بشكل معتدل، إلّا أنها وللأسف، سرعان ما تضحى كبركانٍ ثائرٍ ذي حممٍ ساخطة حالما يفتعلها "معتنقي الغضب".

        الأسباب التي تختبئ وراء ذلك لا حصر لها، فربما تعود إلى إختلاف طبيعة كل من الزوج والزوجة، أو ربما إلى البيئة الحاضنة لهما، أو إلى العرف السائد في مجتمعاتهم الضيّقة علاوة على التقاليد المُسيطرة، أو إلى حجم الثقافة والتحضُّر الماكث بهما... وما إلى ذلك.

        وبلا شك، إنَّ تلك الخلافات تنعكس سلباً في نفوس الزوجين على وجه الخصوص، وفي حياتهم الزوجية على وجه العموم. ولكن دعونا هنا نُسلّط الضوء الأحمر على الضرر الأكبر من تلك العاصفة، ألا وهو دورها المُقنّع في توغّل شتى العقد النفسية داخل الطفل، تلك التي حتماً ستكبر وتتأزم بمرور الوقت دون أن يشعرون، حتى يصبح هذا الطفل البريء ضحية لهشاشة علاقتهم وظروفهم المناخية الحَرِجة؛ فما هو إلّا بذرة صغيرة تستمد نورها، وطاقتها، وعطائها، من وحي المنزل، فما بالك لو كان كل ما حوله يشعّ سلباً بفوضى المشاكل!.

         على ضوء ذلك، لا يسعنا التفوّه، وليس من العدل، والمنطق القول: (بمحو شتى أنواع الخلافات بين الزوج والزوجة بكبسة عقل)، فكما يُقال: المشاكل هي ملح الحياة التي لابدَّ منها، لطهو العلاقة بشكل ناضج وشهيّ!، لكن حذاري من المبالغة برش الملح، كي لا يصبح مذاقها أُجاج رديء الطعم.

        بناءً على ماتقدم، جُلّ ما ينبغي فعله هو تأطير العاصفة بإطار ساكن يحوي فوضاها بشكل آمن وسليم، وهذا عن طريق حل الخلافات بأقصى درجات الهدوء وبأساليب وديّه مُرضية للطرفين، أو على الأقل جعل المشادّة الكلامية تدور في مكان آخر بعيداً عن أنظار الطفل وخلف باب مغلق، والمحافظة ثم المحافظة على وضع النقاش قاعدة أساسية وسلمية لحل كافة المشاكل. وإنْ حصل ودار النقاش المحتدم بينهما أمام الطفل، فيجب على ألسِنَتِهِمْ توخي الحذر وإختيار العبارات اللائقة بعيداً عن أساليب الإستهزاء، والسخرية، وتقليل الشأن... والتركيز على فنِّ الإعتذار من قبل المُذنب فور شعوره بذلك.

        فأيها الأم والأب، أنتم لستُم شخوصاً إعتيادية في أعين صغاركم!، بل أنتم أبطالهم الخارقين، قدوتهم الحسنة، ومثالهم الأعلى الذي يُحتذى به... فتخيلوا حجم التأثير الحاصل من نجاح العلاقة أو العكس. فوفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، «إن الطفل الذي ينشأ بين مشاكل الأبوين المتكررة من المحتمل أن يتأثر في مرحلة البلوغ، ويكون أكثر عرضة لخطر الإكتئاب، تعاطي المخدرات والكحول، القيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية، والحياة المهنية حتى بعد تخطي سن المراهقة». {مجلة حياتك}

        العنف، والغضب تهوّر لا جدوى منه، ولن يجلب نتيجة مرضية للخصوم مهما كلفهم الأمر!، ناهيك عن قول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- : ( ليس الشديد بالصرعة، إنَّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

        وأخِيراً وليس آخَراً، إجعلوا السكينة، والمصافاة، والمحبة، عنواناً لجميع العلاقات لا علاقتكم الزوجية فحسب، لتنعموا بحياة طيّبة يملؤها السلام.




نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل: إيلاف عباس الجبوري.
الولادة ومحلها: (1992م)/ بغداد.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس في القانون/ جامعة بغداد.
الحالة الإجتماعية: متزوجة.
السكن الحالي: الإمارات العربية المتحدة.

إقرأ أيضا

"إلى معتنقي الغضب، عشّكُم الزوجيّ في خطر!"
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة