احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

03‏/03‏/2018

((تأثير العامل الخارجي في إنتخابات 2018))

الكاتب: شجاع محمود

     يأتي تأثير العامل الخارجي في البيئة الداخلية للدولة، عندما تعاني الأخيرة من اشكالية عدم الاستقرار السياسي، وهو ناتج عن أن الدولة نشأت بفعل فاعل وهو العامل الخارجي الذي انعكس على بناء مؤسسات النظام السياسي، الذي يعاني من إشكالية الشرعية السياسية؛ بسبب عدم استنادها على آليات التمثيل السياسي، وغياب التداول السلمي للسلطة واحتكارها من قبل فئة قليلة، وعدم إعطاء الحقوق لأفراد المجتمع بصورة متساوية .

     جميعها عوامل تشكل بيئة سهلة لأية تدخلات خارجية ، وهذا ما حدث في نيسان(2003)، حينما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق الذي أدى إلى سقوط النظام السياسي العراقي والذي بدأ بالتدخل في أهم مفصل يمس الحياة السياسية، من خلال المشاركة في صياغة الدستور العراقي، ولم يتوقف عند ذلك الحد بل التدخل وبقوة في الفترات الإنتخابية، ويمكن أن نحدد طبيعة العامل الخارجي الذي تراوح ما بين العامل الإقليمي الذي يتمثل (بالمملكة العربية السعودية، وتركيا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية)والعامل الدولي الذي تمثل الولايات المتحدة الأمريكية بدرجة أساسية .
 



      تدخلت الدول الإقليمية الآنفة الذكر بقوة في الإنتخابات البرلمانية السابقة عبر دعمها لوكلائها وتمثل ذلك في عقد المؤتمرات السياسية على أراضيها، والدعم المالي، والإعلامي قبل الإنتخابات، والجولات المكوكية التي تقوم بها بعد فترة الإنتخابات لأخذ رأي الدول التي دعمتها مع من تتحالف هذه الأحزاب لتأخذ صيغة تحالفات دول لتشكيل الحكومة العراقية باتفأق الدول الداعمة وليس الأحزاب السياسية فيما بينها، وهذا التدخل إنعكس بطبيعة الحال على المجتمع العراقي المتنوع الذي تستخدمهُ الدول الداعمة طائفياً لتصفية حساباتها على الساحة السياسية العراقية، وهذا ما عبر عنه احد السياسيين العراقيين عندما طلب منه سفير خليجي القيام بعمليات اغتيال على الساحة السياسية على أن تمدهُ تلك الدولة بالمال والسلاح .

     إما العامل الدولي والمتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية فإنها تدخلت في الانتخابات بشكل مباشر بحكم انها السبب المباشر بسقوط النظام السياسي قبل 2003، ودورها الأساسي بصياغة مواد الدستور كما ذكرنا انفاً ، فالدور الأمريكي الواضح في الإنتخابات عبر عنه بكل صراحة الأكاديمي والسياسي (نديم الجابري) في احدى البرامج السياسية حينما قال (أن جبهة التوافق العراقية انذاك تفاوضت مع الأمريكيين حول عدد المقاعد التي يجب ان تمنح لها وطرح الأمريكيين (26) مقعداً، فرفضت قيادة التوافق منحها ذلك العدد وقالت أن ذلك لا يتناسب مع حجم المكون السني وطلبوا (44) مقعداً فوافق الأمريكيين على ذلك) .

      ولتعميق أكثر ما يريده العامل الخارجي بشقيه(الإقليمي والدولي) في انتخابات 2018م ، فما يريده العامل الإقليمي وكما هو معلوم فإن لكل دولة من هذه الدول مصلحة تبحث عنها في هذه الإنتخابات، فالمملكة العربية السعودية وتركيا تريد من خلالها تحجيم الدور الإيراني في العراق والعمل على إنهائه ولا سيما ان هذا الدور تزايد بشكل ملحوظ بعد عام 2014؛ فهي عملت على تغيير ايديولوجية الأحزاب السياسية المكوناتية التي كانت تدعمها في الإنتخابات السابقة بتحويلها إلى إتجاهات مدنية، وابقت على إيديولوجية أحزاب أخرى، وفي كلتا الحالتين تقدم الدعم المالي والسياسي والأعلامي لها، من إجل تغيير الخارطة السياسية العراقية التي بنيت بعد عام (2003) على أساس مكوناتي والتي أستفادت منها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كثيراً، والتي تعمل بقوة على مواجهة تلك الرغبة للحفاظ على مكاسبها السياسية التي حصلت عليها، ولهذا هي تعمل على هندسة التحالفات السياسية للأطراف الشيعية بالأستناد على البعد المكوناتي قبل الإنتخابات وبعدها، والحقيقة إن الجمهورية كانت من أكثر الدول التي دعمت العراق مالياَ وعسكرياً في حربه ضد داعش بغض النظر عن النوايا التي تكتنف ذلك الدعم .

    أما العامل الدولي والذي يتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تريد من هذه الإنتخابات تعزيز التجربة الديمقراطية في العراق على إعتبار إنها الراعي الرسمي للقيم الديمقراطية، وحصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء الخلاف بين الإقليم والمركز، وتعزيز الاستقرار السياسي في المناطق المحررة، والأهم من ذلك تحجيم الدور الإيراني في العراق خصوصا، فهي على قناعه تامة أن تحجيمه في العراق سيؤدي الى تحجيمه في سوريا واليمن ولبنان، ولا سيما إذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت السبب المباشر في تصاعد الدور الإيراني عبر احتلالها للعراق كما يعتقد البعض، وتتفق الرؤية الأمريكية تلك مع رؤية المملكة العربية السعودية وتركيا، لتبقى انتخابات 2018 موضع صراع بين أطراف العامل الخارجي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإسم الكامل: شجاع محمود خلف.
الولادة ومحلها: (1993م) العراق/ محافظة الأنبار.
التحصيل الدراسي: طالب ماجستير في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد.
السكن الحالي: العاصمة بغداد.

إقرأ أيضا

((تأثير العامل الخارجي في إنتخابات 2018))
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة