احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

25‏/07‏/2018

جدلية الخلاف بين الزوجة وأهل الزوج

الكاتبة: سارة منير عگاب العبيدي




«جدلية الخلاف بين الزوجة وأهل الزوج»

          يواجه الإنسان في حياتهِ اليومية ضغوطاً نفسية متعددة «stress» هي أحداث خارجة عن الفردِ أو متطلبات استثنائية عليه، أو مشاكل، أو صعوبات تجعلهُ في وضعٍ غير اعتيادي يتسبب له تهديداً وينجم عنه اضطرابات نفسية متعددة(1).

       أغلب العوائل العراقية أصبحت لديها سمة بارزة ألّا وهي كره زوجة الأبن إلى غير طائل يرجى ولأتفه الأسباب، ربما أم الزوج هي من تتصدر تلك المواجهة لِشعورها بأن المرأة الجديدة قد أخذت ولدها منها وربما ذلك أمرٌ غريزيٌ، فقد توجه ولدها المدلل بحبهِ واهتمامه إلى زوجتهِ، وهو عرف أصبح سائداً من جهةٍ أخرى، وبالمقابل أيضاً يحتل البغض حيزاً لا بأس به من قلب الزوجةِ التي تعتبر نفسها المستهدفة الأولى في البيتِ ولا يحق لها أن تُبدي برأيها وكل وظيفتها في بيت أهل الزوج هو العمل أو الأصح الخدمة وإذا تفوهت بكلمةٍ أصبحت قليلة أدب ونعتوها بكل فعل قبيح.

        في بداية الزواج ونتيجة للأمر الجديد تتغاضى عن كثيرِ من الهفوات وتقبل ببعض القيود تحت نشوة الحب الأولى وتشعر بمذاق الشهد لتلك القيود والأوامر من جميع الأشخاص حتى من هم أصغر منها!؛ نتيجة لما يسمعوه ويشاهدوه وبمرور الأعوام تبدأ المواجهة وهنا تنقلب الحياة إلى جحيمٍ لا مفر منه!، فعلى الزوج أن يتدارك مثل هكذا أمور وهي في مهدها ولا يسمح لأحد أن يتجاوز على شريكة حياته لأن كرامتها وسعادتها من سعادتهِ. وبالمقابل احتواء زوجته لأن العكس يولد الكره والبغيضة. وتتضاعف حجم المعاناة بعد ولادة الأطفال فتشعر المرأة بأن مهمتها في الحياةِ أعدت تجهيز الطعام، وتنظيف المنزل، والاعتناء بالأطفال، ويضاف لها متطلبات بقية العائلة وتدخلاتهم خصوصاً في تربية الأطفال التي لا بد من تخبطها لاشتراك أكثر من شخص فيها وكلاً حسب مزاجه، وبعد عودة الزوج من يومِ عملٍ مضني تنهال عليه بما مرَّ بها طوال اليوم وتبدأ الخلافات وتصبح الحياة سجن لا يطاق وينعكس ذلك سلباً على كل الأطراف.

        حياتنا نحن مسؤولون عنها فلا يجب أن يكون الارتباط لمجرد الزواج فالحياة العملية صعبة وتحتاج إلى تعاون من كلا الزوجين وهو ليس بالرجل الخارق الذي يستطيع أن يُلبي لكِ كل تريدين، التعاون ضروري لديمومة العيش المشترك.

ألسنا نلاحظ أن العواطف قد تتبلد أو تتآكل وأن الحياة المشتركة قد تتجمد أو تتصلب وأنَّ الحبَّ نفسه قد يهمد أو يتحجر إلا يجئ السأم أحيانا ً يتسلل تحت سِتارِ الرتابةِ إلى أقوى العواطف وأعمقها(2).
 نحن نشاهد بوادر تحسن في هذهِ الظاهرة واحترام كيان المرأة بشكل أفضل من ذي قبل ولجوء المقبلين على الزواجِ عن شق حياتهما في بيت مستقل عن العائلة.

       السعادة الزوجية ليست عملية مصادفة أو عشوائية ولكنها ثمرة سلوك قصدي وعمدي في معظمهِ، يصدر عن كل زوج يهدف إلى إسعاد الزوج الآخر. والتوافق الزوجي يعني أن كلا الزوجين يجدان في العلاقة الزوجيةِ ما يشبع حاجاتهما الجسدية والعاطفية والاجتماعية مما ينتج عنه حالة الرضا الزوجي أو التوافق الزوجي(3).

        في النهاية على المرء أن ينظم حياته، ويستثمر وقته ويعرف كيف يفرض حبه واحترامه على من حوله. فالقراءة، والكتابة، والانشغال بالأعمال الجيدة، ومساعدة الناس، وتقديم خدمة للمجتمع ولو بسيطة قادرة على إسعادك ومن حولك، ولنا في هدى شعراوي رائدة المرأة العربية المصرية خير مثال في العصر الحديث فقد تزعمت رئاسة الحركة النسوية وشاركت في ثورة (1919م) في مصر وطالبت برفع الظلم عن المرأة ومنحها حقها في التعليم وضد تزويجها مبكراً، وهي عانت من ذلك لكن لم يثنها عن التعليم وتثقيف نفسها حتى نالت ما كان لها من مكانة ووطنية فاقت زعيم حزب الوفد المصري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): قاسم حسين صالح مقالة على الإنترنت.
(2): إبراهيم، د. زكريا، دار عالم المعرفة ص 128.
(3): علاء الدين كفافي أستاذ ورئيس قسم الإرشاد النفسي.
#سارة_منير
#تحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

جدلية الخلاف بين الزوجة وأهل الزوج
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة