احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

03‏/11‏/2018

الإلحاد والشذوذ الجنسي في العراق… المسببات والمعالجات

الكاتب: شجاع محمود




"الإلحاد والشذوذ الجنسي في العراق… المسببات والمعالجات"

     تعرضت المنظومة الأخلاقية بعد عام (2003) إلى التفتيت، والتشكيك بما نشأ عليه الفرد العراقي، وقد نتج عن ذلك انحلال في القيم الأخلاقية للعقل العراقي التي تكونت شخصيته على العادات، والتقاليد، والأعراف محاطة بطقوس دينية تبرهن على صحتها، وأخذ الفرد يتحيز لها ويتعصب من أجلها، ويعتقد لا مكان للعيش له بدونها، ذلك التشدد أنتج آثاراً عكسية نسف كل الآثار الإيجابية المرافقة لتلك الطقوس، صاحبها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الذي مَكّنَ الفرد العراقي وتحديداً الفئة الشبابية من الاطلاع على العالم، ورؤية ما يحدث فيه من تطور عمراني، وازدهاراً ثقافي في ذلك العالم المتطور كاليابان معجزة العالم التي أغلب سكانها ليس لديهم دين، وبين ما يحدث له في بلده من جهل ثقافي، وتخلف اقتصادي، وفوضى سياسية في بلدٍ يعتنق غالبيته الديانة الإسلامية السمحة، وبدلاً من أن يبحث في المسبب الرئيس (الأفراد) في تخلفه، أخذ يبحث في الدين ويعتقد إنه السبب في ذلك حتى بدا يناقش أفكاراً تتعلق بالوجود، والعدم ومسألة الخلق، ومن هنا بدأ الإلحاد يضرب أعماق المجتمع وأصبح متداولاً في اللقاءات اليومية، وعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بدون رقيب أو حسيب، مستغلاً بذلك الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها الفرد العراقي.

      تعددت الأسباب بين فريقٍ مؤيدٍ للإلحاد يرجعهُ إلى تشدد الدين الذي يمنعه من تطوير الذات، وتحسين الحياة، ويستشهد بما موجود في دول أوربية، وبين فريقٍ يدافع عن الدين ويرى أن الإلحاد مؤامرة عالمية تريد من خلاله نسف الهوية العراقية، وإفراغها من مضمونها الإسلامي، ويعتقد أن هناك توجهات مريبة لتقنين حماية ثقافة الإلحاد من خلال ثغرة الديمقراطية، والليبرالية، وحرية الرأي، والمعتقد، باعتبار أن ما للملحد ذات الحقوق للمؤمن في ما يفكر، ويعتقد، وهذا ما عبر عنه أحد الباحثين، والمؤرخين الإسلاميين، وواضح من حجج الفريقين إنهما لم يقعا على الأسباب الرئيسية لانتشار الإلحاد، فالمؤيد له أرجع السبب إلى الدين وهو في الحقيقة ليس على صواب، فالصواب إن من يمارس الدين بشدة، ويستخدمه كوسيلة لتحقيق مصالحهِ الخاصة، والتي تركت آثاراً سلبيةً على المصلحة العامة التي نسب عملياً هذه الآثار إلى الدين.
 إما المدافع عن الدين فقد توصل إلى سبب ثانوي للحقيقة وليس السبب الرئيسي، فكان من المفترض إن يشير إلى السبب الرئيسي، والذي يتعلق بفشل سياسيات الطبقة السياسية الإسلامية في تحقيق ما كان يحلم به، أو على الأقل تنفيذ الوعود التي أطلقوها على أنفسهم ، وفي الحقيقة هناك مفكرين معتدلين من الطبقة السياسية الإسلامية الحاكمة عزت ظاهرة الإلحاد إلى فشل سياسات بعض الإسلاميين، وأنتجت ظاهرة الإلحاد بسبب تحلل القيم الأخلاقية ظاهرة الشذوذ الجنسي، والتي تتعلق بعمليات تحويل الجنس من ذكر إلى أنثى وبالعكس، وأصبح كل ما هو ممنوع مرغوب وربما أخذ المجتمع والدولة يتأقلم مع هذه الظاهرة، ولا سيما إذا علمنا أن وزارة الداخلية تتعامل مع هذه الظاهرة بجدية فهي تدعوا دوائرها باتخاذ الإجراءات التي تتعلق بإصدار هويات، وجوازات جديدة بأسماء للمتحولين جنسياً، وممارسة حياتهم الخاصة في دوائرهم.

      وعلى غير العادة، سنختتم هذا المقال بمعالجات ظاهرة الإلحاد والشذوذ الجنسي، وتتمثل هذه المعالجات في إعادة بناء المنظومة الأخلاقية بعيداً عن الطقوس، والعمل على مواجهة التيارات الدينية المتشددة، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية-الاجتماعية التي بدونها أنتجت تذمراً واضحاً والتي فسرت على إن الدين يقف في طريق تحقيقها، فتح برامج التوعية الدينية وبالأدلة العقلية والنقلية إن الدين الإسلامي دين مع الإنسان يعمل على تطويره، وتحقيق رفاهيتهُ، السماح للمعارضة بحرية الرأي، وحرية العمل داخل مؤسسات الدولة، وعدم النظر على إنها مدعومة من الخارج هدفها تشتيت وحدة الجماعة، محاربة صفحات التواصل الاجتماعي التي تدعوا إلى الإلحاد والتي تسبب بالفوضى تحت مسمى حرية الرأي، يرافقها العمل على مواجهة منظريها بالحوار العلمي العقلاني.

#شجاع_محمود
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

الإلحاد والشذوذ الجنسي في العراق… المسببات والمعالجات
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة