احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

31‏/03‏/2018

"مجهودي المغري لأيديكم"

الكاتبة: مروة الحلفي




"مجهودي المغري لأيديكم"

         معاقبة السارق سابقاً كانت تجري بقطع اليد. لكن بتطور العصور وآليات العقاب أصبح السارق يُعرض على القانون بشكل طبيعي لتجري محاكمته على فعلته. هذه القوانين في المجمل شُرّعت ضد من يسرق ممتلكات مادية محسوسة كالمال، والأغراض الشخصية، والعامة. لكن ما عقاب من يسرق مجهودات معرفية، أو فكرية لشخص آخر وينسبها إلى نفسه؟
إنّ السرقات كثيرة، واللصوص كثيرون، وأبشع أنواع السرقات هي سرقة الأفكار، فالفكرة تُشكل مجهوداً شخصياً من لَبِنة شخصٍ دون آخر؛ وبذلك فهي تتمتع بحصانة وتدريع أخلاقيين كبيرين إلّا أمام فاقدي الأخلاق!

        تقسم السرقة الفكرية والمعرفية من حيث النوع إلى: (سرقة علمية) و(سرقة أدبية) أما من حيث المحتوى فتقسم إلى: سرقة (بشكل كامل) وسرقة (بشكلٍ جزئي).

هنا أخص الحديث عن السرقات الأكثر شيوعاً وهي السرقات الأدبية بوصفها طيّعةً بين أيدي السُراق وأمام أعينهم بفضل التكنولوجيا الحديثة التي منحت الجميع الوسائل الكافية لإقحام المساحة الشخصية لكل فرد وسلبه بعض ممتلكاته، ومنها أفكاره ونصوصه.
للسرقات الأدبية عدة أسباب، أهمها:
1- أسباب أخلاقية: وهي عوامل دنيئة تعزل العقل عن الاندماج بالأخلاق فتبدأ سهولة استساغة أخذ الحق من أصحابه، ونسبه مجدداً إلى من هو ليس أهلاً لهذا الجهد.
2- الجهل الفكري التام: إذ يكون السارق جاهلاً تماماً بما يسرق لكنّه يشرع بالحصول عليه بأي طريقة ولو كانت بأكل ثمار مجهود شخص آخر.
3- تقمص شخصية الكاتب: يحتار البعض في تفسير حالة السارق متقمص الشخصية؛ لما في هذا الأمر من دواعٍ حقيقية مثيرة للضحك، فالكاتب الأصلي موجود، وكتاباته معروفة. فما الذي يحاول فعله هذا المتغابي بحق السماء!
يُعزى هذا الأمر لسببين خطيرين: الأول الإعجاب الشديد بشخصية الكاتب بمقابل ضعف شخصية السارق لذا يود الحصول على شخصية يشعر معها بالثقة والفخر والزهو.  أما الثاني فللكسب المادي والشهرة من خلال ما يكتبه الكاتب.
السؤال الأهم: ما الذي يجب فعله من أجل الحد من ظاهرة السرقة الأدبية؟
الجواب يكون من خلال اتباع الخطوات الآتية:
1- سن القوانين: يجب على الدولة سن القوانين الرادعة للحيلولة دون تفاقم تلك الظاهرة السلبية أو استفحالها.
2- التوعية الإعلامية: يجب أن يكون للإعلام دور فعال للتوعية بمخاطر السرقات الأدبية من خلال التثقيف الإعلامي بالقنوات الفضائية، أو الصحف والمجلات، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد أكثر انتشاراً.

إقرأ أيضا

"مجهودي المغري لأيديكم"
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة