الكاتبة: إيلاف عباس
«لدروبنا
عدّة…»
للنجاح مسميات عّدة ودرجات عدّة ومحاور عدّة…
دربه ليس كباقي الدروب! فهو لا يملك أرصفة جانبية ولا إشارات مرورية
حمراء صفراء وخضراء، ولا يملك لوائح إرشادية تدلّك على خط النهاية. قلبك وعقلك هما
الدليل وهما رفيق الرحلة. (فأحسن تغذيتهما روحياً وفكرياً كي يحسنا إطعامك!).
هو دربٌ خفيٌّ مجهول الملامح! لا ترسم له خارطة على نظام التموضع العالمي
(GPS)، بل تتعرف عليه بخطاك الثابتة رويداً
رويداً. (أكشف عن وجهه المسجّى وشاهد ملامحه عن كثب).
وليس جميعها آمن ويسير! فالبعض منها محفوف بمخاطر جمّة تبثّ الرعب في
قلب سالكها لمجرد البدء. (البدايات هي الأصعب... فتحلى بالشجاعة والجرأة قدر
المستطاع).
وربما يكون الدرب غير معبّد أو غير آهل للسير حفاة القدمين أو بحركات
جمباز تنوي الوصول على عجل... كأن تكون هناك إشارة مرورية خفيّة تشي بالتمهل).
تمهّل ولا تتملّل، فربما الشعاع البازغ ينتظر خروجك من الكهف المعتم
على بعد ثلاثة أميال من الصخرة الحاجبة للضوء).
وربما هو درب بحاجة إلى ملابس صوفية غليظة تقيك بردها القارس أو قبعة
من الخوص تحمي بشرتك المرهفة من الذوبان؛ فحاول التكيّف مع طقسه قدر المستطاع وهيء
له العدّة المناسبة. (كُن مرناً سريع التكيّف والتأقلم دون أن تهدر من مقدار ذاتك).
تذكّر إنه درب عابر في حياتك لن تعود إليه مرةً أخرى إذا كانت عجلة
إصرارك سائرة على خطها المستقيم بوقود مُحسّن.
(حافظ على استقامة روحك، ولا تحيد عن ممشى القيّم والمبادئ)
وتذكّر… إنه درب وعر بخمسة نجوم سالبة!
لن تجد فيه أرجوحة تطوقها الزهور ولا جاكوزي دافيء يدغدغ قدميك... لن
تجد فيه ربما جذع شجرة واحد تسند ضعفك إليه ولا ظل تستظل به عندما تنوي شمس الخمول
إزعاجك. (وهذا في أسوأ الأحوال)
فلا تتعشم في الخيال كثيراً كي لا تصدم بجفاء الواقع؛ فتظن دربك لعبة
إلكترونية بسيطة يحالفك النصر في ختامها كأقرانك، لامتلاكك مقدرة ذهنية طبيعية
فحسب! فللمشاعر الأخرى والعمل عليها دور كبير في ذلك كما ذكرت في مطلع كلامي؛
(القلب والعقل هما دليل الرحلة) بعد التوكل على الله وحسن الظن بعطاياه.
وهنا سأوجز لكم عدة النجاح الواجب اقتنائها من متجر الذات:
- مفك الصبر.
- مسمار الإرادة الثابت.
- مدقة التنبيه عند الخمول.
- كشّاف الإستنارة؛ (لإنارة المساحات العقلية المعتمة).
- صندوق أبيض لادّخار الطاقة الجسدية والنفسية.
- ولا ننسى أبداً عدّتنا الروحية الأساسية... بل الشاحن الأصلي
والمحرّك الفعّال لتلك الرحلة!
وهي أن باقات الجوري
وأنهار زلال
ووافر من الرضا والنور والامتنان
سيكونون هناك بالانتظار
عند خط النهاية
البادئ للفرح
والفاتح لطموح لا ينتهي
ما الفشل إلا أحد الصخور
الوعرة المذكورة، (هو من ضمن الطريق ليس إلا). فلا تمنحوه انتباها أكثر مما يستحق.
تقول هيلين كلير: "لا يُمكن تطوير الشخصيّة في الراحة والدعة
والهُدوء! المحاولة والتجرُبة والمعاناة فقط هي التي تمنح القوّة للروح وتوضح
الرؤية وتُلهم الطموح وتحقق النجاح".
جعل الله النجاح رفيقكم في كل خطوة.
#إيلاف_عباس
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
لدروبنا عدّة…
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار