احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

06‏/11‏/2018

سجالات

 الكاتب: ناظم علي ناظم


"سجالات"


       في بلداننا النامية، وتحديداً في وطننا العربي أو الشرق أوسطي، كسرت تابوهات الثالوث المحرم (الدين، الجنس، السياسة)، ولا سيما عقب "الربيع العربي"، إذ ظهر فجأةً دوراً للشبابِ على مسرح الأحداث!.
هو طور الهدم، بالقوة، والعنف، والاقتلاع من الجذور، في مدٍ دونَ جزرٍ، جرف أمامه كل ساكن، حتى انهارت جميع السدود، وصرنا وسط طوفانٍ لا قرار له.
لنصرخ بعدها: النجدة، أنقذونا، نحن نغرق!.
عاش الشباب -وأنا واحد منهم- أحداثاً مريرةً ولا يزال، فقد فيها الكثير، وورث تركة تثقل من حملها الجبال. تعود لعدة قرون مضت، ليجد نفسه أمام صدمة عمره، فالأمور ليست سياسية، اقتصادية، اجتماعية فحسب، وإنما ترتبط أيضاً بالتأريخ، والدين، ودور المرأة والرجل في بناء نمط جديد يواكب عصر العولمة الذي يعيشه.
هذه المخاضات يرصدها أساتذة وباحثون ومهتمون في العلوم الاجتماعية، مثقفون وقراء، عرب و/أو مسلمون، عاشوا في خِضَمها، منهم من يبقى حبيس دوره الأكاديمي، وآخرين تفاعلوا مع الأحداث حتى صاروا جزءاً مساهماً فيها، ولكن ما يلفت النظر أن الصوت الأعلى كان للإسلاميين وأفكارهم، منطلقين من بيئاتهم الضيقة، محاولين فرض ثقلهم وقناعاتهم على المجال العام الذي يخصنا جميعاً من دون تصنيف، حتى وصل بنا الحال أن عادت بنا الدوائر، في مشهد "تراجيدي"، لنجد أوضاعنا ترجع إلى ركود سبق أن بذل كل غالٍ ونفيسٍ في سبيل التخلص منه.
وتتباين الرؤى والدراسات في هذا الصدد، ولسان حال بعض المختصين كحال الجدة الثرثارة، والتي تؤنب ابنها على كسر نمط قد اعتادت عليه هي وأجدادها، تقول: كم مرة ومرة حذرتك، أنك لا تفقه شيئاً مما حولك، فأترك كبرى القضايا لكبار السن، فهم أعلم وأفهم منك؟
إن الشاب الثائر ليستغرب -وهو محبط- من هذا المنطق، والذي يبدو مهيناً لعقله وشخصه، إنه ببساطة منطق العبيد المقهورين، فاقدي الأمل في عيشٍ محترمٍ نبيلٍ، منطق خرج من بيئة مجدبة فكرياً، حاول أن يفرض نفسه على مجال أوسع من عقله ومدركاته وفشل؛ لأنه انبثق مع كل عقده الماضية، واصطدم بحاضر لا ينتمي له، ولا يمتلك مقومات الحياة الكريمة.

      لو محصنا الوقائع لوجدنا أن الأخطاء واردة في حِراك الشباب قليل الخبرة، كما أن حداثة تجربته جعلته ورقة رابحة بيد المتنفذين الإقليميين والدوليين، ولكن تبقى الغاية تستحق هذه الضريبة الباهظة، فلم تعد السياسة حِكراً للسياسيين، ولا الدين خاصاً بالملآلي وعلماء الشريعة، فضلاً عن المرأة والجنس وثقافة المواطنة التي أصبحت حديث الشارع والفضائيات، وكل ما كان خطاً أحمراً صار متاحاً على منصات التواصل الاجتماعي، يحتاج وقتاً فقط لبناء وترصين الأفكار، وتنضيج العقول، لإعادة شرح وفهم أخطر ثالوث يحدد مصيرنا، ليتناسب مع عصرنا الحالي، مواكباً قيم الوطنية والإنسانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الصورة أعلاه لامرأة قصف بيتها وسقط على رأسها، ولم يسقط حجابها، فخرجت من تحت الأنقاض تخبر المنقذين أن لا يمسوها، فهي بخير على أية حال!…

#ناظم_العراقي
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

سجالات
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة