الكاتب: عبد الهادي فارس
«الشباب
العراقي ووباء البيدوفيليا»
في مجتمع يسوده الفساد
والتفكك الأسري والاضطرابات النفسية؛ والتي ولدت خليطاً خطيراً من المشاكل
الاجتماعية، بدأ هذا الوباء بالانتشار حتى أصبح واضحاً كالشمس لا يمكن لأحد إنكاره
فما هي هذه البيدوفيليا؟
البيدوفيليا: هي أيُّ
تخيلٍ أو فعلٍ يتضمنُ ممارسةً جنسيةً مع طفلٍ من عُمرِ الثالثة عشر فما دون، قد
يكون أما موجهاً لجنسٍ معينٍ، أو لكلا الجنسين.
ينتشرُ هذا الاضطراب في الذكورِ غالباً مع نسبةٍ أقلُ بكثيرٍ لدى الإناث
مقارنة بتفشيه عند الذكور.
لن أتعمق كثيراً في جذورِ هذا الاضطراب، أصله أو تأريخه لأن ما دفعني
لكتابةِ هذا المقال هو تجربةً شخصيةً مؤلمةً، ليس من السهلِ نسيانُها، لربما يراها
البعض أبسط مما تناولتها، ولكن لفعل الصدمة آثار أبعد وأقوى!
لا أنكر إنَّ الموضوعَ
ليس بجديدٍ، فله أصوله وآثاره في جميع الدول والمجتمعات حتى داخل المجتمع العراقي،
إلّا أنَّ الموضوعَ لم يكن بذلك الانتشار، فمع سقوط النظام السابق وانفتاح المجتمع
على العوالم الأخرى واتصاله بالشبكة العنكبوتية بدأ الداء بالتفشي بسرعة أكبر
وخصوصاً مع انهيار أخلاقيات المجتمع والتفكك الأسري وإدمان الكثير من الشباب على
المواقع الإباحية، بدأت تظهر الحاجة إلى التجديد والبحث عن مواضيع أخرى تعيد اللذة
المفقودة نتيجة لروتين الإباحية الممل، جميع هذه العوامل أكثر أثرت بصورة مباشرة
على تحفيز هذا الاضطراب لدى العديد من الشباب.
فكما هو متعارف فإنَّ
مقاطع التحرش الجنسي بالأطفال ممنوعة دولياً، ولا يمكن إيجادها عبر محركات البحث
العامة إلّا أنَّ البعض استطاع نشر بعض المقاطع على المجموعات السرية في مواقع
الفيسبوك والتيليجرام، وهنا نأتي لتجربتي الصادمة بهذا الصدد.
قام أحد الأصدقاء بإضافتي إلى مجموعةٍ عملاقةٍ
شبابيةٍ فقط تضم أنواع مختلفة من الذكور من مختلف الطبقات والخلفيات هدفها (ترفيهي)
فدفعني الفضول لتصفح منشورات الأعضاء داخل المجموعة ومما شد انتباهي منشور يذكر
"نزل أحلى مقطع موجود عندك" يقصد بمقطع (إباحي)، بالطبع! فقمتُ
بتصفح التعليقات حتى أتت الصدمة…
حساب وهمي لأحد الأشخاص ينشر مقطعاً لاغتصاب طفلة لا تتجاوز السنتين
من العمر مما دفعني إلى التقيؤ والاشمئزاز، ولم أرى في حياتي قط إنساناً بهذه الميول
الشاذة والوحشية. قمتُ بفتح الردود على المقطع وكانت بالعشرات يطلبون إرسال المقطع
على الخاص وآخرون يتوسلون بإضافة مقاطع أخرى بنفس النوعية!
الصادم بأن أغلب المعلقين هم خريجون أو طلاب جامعات و(مثقفون)
ومتزوجون متلهفين على هذه الجريمة حتى إني لم أجد ولو تعليقاً واحداً يُدين هذه
التصرفات من بين خمسة آلاف تعليق تقريباً!
لم أخذ الأمر وقتها بمنحى الوبائية، مجرد شباب طائش يعاني من اضطرابات
نفسية يحاول تحريرها بمشاهدة هذه المقاطع البشعة إلّا أنني بدأتُ أتابع الموضوع عن
كثب منذ سنتين تقريباً، ولاحظتُ أن هذه الاضطرابات بدأت تأخذ منعطفاً جديداً، حيث
ازدادت نسبة خطف الأطفال واغتصابهم وقتلهم والخاطفين أغلبهم من الأقارب أو الجيران
للضحايا، وحتى قبل بضعة أيام من كتابتي لهذا المقال حدثت جريمة بشعة أخرى بحق ثلاث
أطفال في أحد مناطق بغداد.
بدأ الوباء ينشر نتائجه
على أرض الواقع، وبدأ هؤلاء الشباب باتباع شهواتهم المنحرفة متناسين كل القيم
الدينية والاجتماعية مما يجعل مستقبل العراق يواجه خطراً محدقاً ويتجه إلى طريق
مجهول لا تعرف نهايته في ظل هذا الانحلال الأخلاقي للكثير من الشباب.
ومن هنا بصفتي إنسان أولاً،
ومواطن ثانياً، أطالب الجهات المختصة بتشريع قانون الجرائم الإلكترونية وتشكيل
لجان وفرق خاصة تقوم بتتبع من تسول له نفسه بنشر هذه الجرائم البشعة ومحاكمتهم
محاكمة خاصة وبعقوبات مضاعفة، إضافة إلى نشر الوعي الاجتماعي والديني وعدم التكتم
عن هكذا ظاهرة وبائية خطيرة مهددة أبرئ الكائنات على وجه الأرض، وتوفير أطباء
نفسيين في مراكز مجانية مختصة لغرض معالجة أي حالة من حالات الاضطراب النفسي، لعل
هذه الإجراءات تخفف من وطأة هذا الوباء حتى يتم القضاء عليه تدريجياً والسلام.
#عبد_الهادي_فارس
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
الشباب العراقي ووباء البيدوفيليا
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار