الكاتبة: آيات عادل اللامي
"مُجتمع بمجذافٍ واحد"
تخيل معي إنك جالس في مركبٍ كبيرٍ، ومعك الكثير من الأفراد؛ لكنك الوحيد
الذي يقوم بالتجذيف... هل ستصل بهم إلى شاطئ الأمان؟!
هل ستنقذهم وحدك بيديك الصغيرة من غرقٍ
مُحتم؟
بالتأكيد لا، لا بُدّ أن يساهم الجميع
ويقوم بالتجذيف معك كي تصلوا إلى وجهتكم دون عناء.
تماماً كالذي يُربّي ولَدَه على الخُلق
القويم، والمُثل العليا، يُعلّمه احترام الكبير، وطأطأة رأسه عند سماع أيّ نصح، أو
توبيخ، لكن؛ من الصعب أن ينجو وسط وحل انعدام الخُلق، وسوء التربية…
بل سيتم تجاهله، و وضعه في خانة الأشخاص
السُذَّج، سيخبرونه أن هذا العالم مليء بالأوغاد، وعليك أن تصبح واحداً منهم لتربح
المعركة التي خُلِقت من أجلها!
نعم، لستُ أبالغ إن وصفتُ ما نعيشه
بمعركةٍ، ومن المؤسف أن تسير الحياة على عكس ما يُفترض أن يكون… وكيف لها ذلك؛
ونحن نرى المُعلّم يخشى تلاميذه الصغار! يضع في حسبانه ألف حد قبل أن يتحاور معهم!
ويالَّ شقاءه إن أنَّبهم عن فعلٍ خاطئ، سيجد أمام عينيه، والداه بنظراتٍ يملأها
الغضب، وتعابير متضجورة، وشفاه تكاد أن تنفجر بكلمات الذم، والجحود، وكأن ولَدَهم
الملك المُبَّجل الذي لا يُخطئ!
لكنهم؛ بهذا التصرف المؤسف، سيجعلون
منه شخصاً فاشلاً لا يحترم ولا يخشى معلماً أو كبيراً في السِن، سيغرسون في عقله
الصغير ألّا يدفع بالتي هي أحسن، بل بالتي هي أقوى، وأسوأ، وكأنّهم في سباقٍ والفائز
بهم سيحصل على نوط الشجاعة.
ها قد أصبح الأطفال كالوحوش، يفترسون
الضعيف، أصبحوا معجماً مُتنقلاً للكلام البذيء.
تناسى الوالدان التعاليم، ألتي جاء بها ديننا، ورسولنا الكريم، تناسوا: أنَّ الله لا يحب الجهر بالسوء من القول" و "حبْ لأخيك ما تحبّ لنفسك" و"الكلمة الطيبة صدقة"، وغيرها الكثير من الآيات، والأحاديث النبوية التي غض الوالدان أنظارهم عنها ووضعوها على رف التجاهل، تلك التي استُبدِلت بكل ما من شأنه أن يُلقي بالمجتمع إلى الهاوية.
تناسى الوالدان التعاليم، ألتي جاء بها ديننا، ورسولنا الكريم، تناسوا: أنَّ الله لا يحب الجهر بالسوء من القول" و "حبْ لأخيك ما تحبّ لنفسك" و"الكلمة الطيبة صدقة"، وغيرها الكثير من الآيات، والأحاديث النبوية التي غض الوالدان أنظارهم عنها ووضعوها على رف التجاهل، تلك التي استُبدِلت بكل ما من شأنه أن يُلقي بالمجتمع إلى الهاوية.
علموا أولادكم أن الخير؛ هو الأساس
الذي تُبنى عليه الحياة، وأن لا شيء يُضاهي المحبة، والعطاء.
وتذكروا أن الطفل كالعجينة التي تتشكل
وفقاً للأيادي التي تهتم بها.
والآن أيها القارئ:
أرأيت ماذا يحمل المركب؟، هل تُرى أن
الأشخاص كباراً، وصغاراً يجرون وراء فسحةٍ كبيرةٍ من الظلم، والفساد، والشرور ظناً
منهم أنَّها الملاذ الآمن وطوق النجاة الوحيد، في هذه الحياة!
هل تُرى أنك مع عددٍ قليلٍ جداً، إن لم
تكن بمفردك، من يهمه أمرهم جميعاً!
لكني لا أقترح أن تترك المِجذاف، وتنضم
إلى صفوفهم ففي ذلك خسارة لضميرك، ومبادئك، ينبغي عليك أن تُبحر بعيداً عنهم، أن
تتجاهل وجودهم، وإنْ كلفَّ الأمر حياتك، فماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله،
وخسر نفسه.
#آيات_عادل
#كُتّاب_سومريون
مُجتمع بمجذافٍ واحد
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار