الكاتب: أحمد فائق السالم
((الإيديولوجيا))
عِند ذكر هذا
المصطلح "الإيديولوجيا" والفهم الخاص حسب اختلاف عقول البشر
ومعتقداتهم التي يؤمنون بها على حدٍ سواء، ما هي إلّا بمثابةِ تحديدِ فكرٍ ورؤيةٍ
تجاه العالم بكافة النظريات، وفي الواقع غالباً ما تكون هذه الرؤية مشابهة جداً
للواقع سواء كانت هذه حقيقة، أم مجرد خيال.
كلٌ منا يفهم مثل
هذه المصطلحات التي ربما تكون غريبة على البعض، ما نعيشه من أفكار ومعتقدات، بلا
شك نظنها حقيقة لأنَّ العقلَ الباطن يقنعنا على التصور بحقيقتها التي ربما نَشك
فيها على أدنى تصور، فهذهِ الأفكار مثال للقيم والمشاعر ماهي إلّا مرشح نرى من خلاله
العالم المجهول بكافة تصوراته.
كما إنّ استعمال هذه
العبارة "أيديولوجيا" في المجالات الإنسانية المتعددة، وهذا ما يجعلها
محاطة بالغموض دائمًا حول المعنى الحقيقي، بل أصبحت لا تتبنى الفكر فقط، وإنَّما
النظام الفكري والعاطفي بالكامل، فهي توظف في السياق السياسي كما في السياق الاجتماعي. كَما ذكرت دراسات أحد الباحثين، أنّ كلمة "أيديولوجيا"
ظهرت(١٧٩٦م) مع الفيلسوف الفرنسي (دستوت دي تراسي) رائد الوضعية ووريث
الحسية وقد استعمل "دستوت" هذه لتسمية عملية الأفكار المأخوذة
بصفتها شبيه بعلم النبات، وعلم الحيوان، ففي ظل النقّاش المحتدم حول الثورة
الفرنسية وفي ظل الانتقادات التي وجهها المفكرين والفلاسفة الإنجليز وعلى رأسهم "أدمون
بيرك" مؤسسي النزعة المحافظة في بريطانيا ومؤلف كتاب "المدافع عن
المجتمع الطبيعي" سنة(١٧٧٥م)، و "تأملات في الثورة"
عام(١٧٩٠م) ظهر كتاب في عشر صفحات لصاحبه "دستوت" يظهر فيه رفض
كل أطروحات هؤلاء ويصف مقترحاتهم بأنصاف الحلول ليكون بذلك أحد المؤسسين لمصطلح "أيديولوجيا".
إنّ مثل هذه الكلمة
التي تعيش بالضد في مجتمعنا، حبذا لو طبقنا هذا المثال على ما يحدث، إنّ الإسلام
هو بالضد مع هذا المصطلح كون من جاء ليجعل الإسلام ضمن سحابات هذهِ الكلمة "أيديولوجيا"،
وهذا منافي جدًا للعقل، لأنّ العقل الباطن وبكل أفكاره هو نشأ منذ طفولتهِ على مثل
هذا الفكر، وليس "الإسلام" أفكار مستطعنة مثل ما يدعون. وعن ارتباطها "بالإسلام"، أو ما يسمي "بالإسلام
السياسي" الذي جاء نتيجة الصدمة التي تولد لدى المسلمين، ونتيجة لُتقدم
العالم الغربي وتخلف الحضارة الإسلامية وتأخرها عن الركب، سيما بعد انهيار الحضارة
العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى، وقيام "مصطفى كمال أتاتورك"
بتأسيس جمهورية تركيا على النمط الأوربي، وإلغائه الخلافة الإسلامية في(الثالث من
مارس عام ١٩٢٤م) وإلغائه الشريعة الإسلامية، وما جاء بعدها مِن تبعات جراء ذلك،
حيث ظهرت تجمعات دينية وسياسية تنادي بالرجوع إلى الماضي والتشبث بما أنتجه
الأولون، وقد ظهرت "أيديولوجيا" عند الحركات الأصولية الإسلامية
في إعطاء تصورات سابقة شاملة دون الاقتراب من الواقع.
من كل هذه المفاهيم
التي تحدثنا عنها في تحليلات حول هذا المصطلح، نرى أنّ لكل منا في هذا العالم على
وجه الخصوص له(أيديولوجيا) محددة يعتقد من خلاله حول مدى صحة هذا الفكر المؤسس له،
فنمو العقل بالثقافة المهمة لترسيخ معتقد صحيح وفكر، تَخرج من خلالهِ "فلترة"
كل المعلومات لتأسيس فكر صحيح يقوم على أساس تنمية العقول وذهابها نحو مستقبل تقود
فيهِ الأمم، لذا يجب أن تتبنى أفكار تبنى منها الفرضيات والنظريات الصحيحة لدى
الناس تجاه هذا العالم، لبناء المواقف الصحيحة لبناء فكري يشمل كل مواقف الأفراد
حول العالم والمجتمع والإنسان.
#أحمد_السالم
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
نبذة
مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس إدارة واقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس إدارة واقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
الحالة الاجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: بصرة.
((الإيديولوجيا))
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار