احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

10‏/11‏/2018

مُتابِعون، followers

الكاتبة: آيات عادل اللامي



"مُتابِعون، followers"

      نسمع اليوم، ونشاهد اهتماماً كبيراً بما يُسمى، "فلوورز" أو "مُتابِعين" على مواقع السوشيال ميديا بين الشباب، إذ نلُاحظ كمية الاستجداء من بعض الأشخاص، وأيضاً ما يقدموه من تنازلات، لكسب أكبر عدد منهم.
لكننا هل تساءلنا يوماً، ما الفائدة من وراء ذلك؟
ما كُل هذا الاقتتال، والتنازل عن بعض المبادئ، من أجل أن يعبر الرقم للمئة الف متابع وأكثر!
هل تساءَلنا يوماً عن مدى الرُخص، الذي يعرضه الشخص للآخرين، من أجل استحواذه على مشاهداتٍ عاليةٍ، ومتابعين جُدد!…
عن الخصوصية المُستباحة بإرادته لكل من هبَّ ودبَّ!…
عن تقبُّل الكلام البذيء، والإهانات دون الرد أو عمل الحظر لهم!...
أكُّل ذلك من أجل الشهرة؟
أم من أجل النقود؟
أم كلاهما معاً؟

      يبدو أنَّ الإجابة تكمُن في النقطتين معاً؛ إذ لوحظ أنه كُلّما زاد عدد المُتابعين… كُلّما كَثُرَ الطلب عليه لعمل إعلانات، لمنتجات مختلفة، إضافة إلى الهدايا التي تعطى له على حساب كرامته، وخصوصيته.
كُل ذلك لا يهم… ولا مشكلة فيه، إن كان راضياً بجعل حياته متاحة للجميع دون حدود، ففي هذه الحالة لا يؤذي سوى نفسه.
لكن؛ المهم، والمؤسف ألّا إنجاز يُذكر، ويستحق للكثير منهم قياساً بالشهرة التي يحضون بها، غير إنهم يستعرضون آخر صيحات الموضة، ويعطونا دروساً في طريقة اللبس، والتنسيق وكأننا شعب لا يعرف للأناقة أيَّ وجود.
يبثون نصائح في الحياة المثالية، التي في الغالب، لم يطبقوا شيئاً منها!، بل قد يصلوا بمثاليتهم إلى درجة، قد تصيب المتابع بالإحباط، واليأس، وهو يرى كمية الترف، والرفاهية، والمثالية في يومياتهم!، وبالتالي سيؤثر سلباً على نفسيته، وطريقة عيشه، في حياة كثيرة المُتطلبات.
أما عن قنوات اليوتيوب التي وجدتها بالصدفة؛ أثناء تصفحي لقائمة الفيديوهات الأكثر متابعة، والتي دفعني فضولي، لمعرفة محتواها!
وجدتُها لا تحمل أيَّ قيمةٍ أخلاقيةٍ، فهي تستهدف أدمغة الأطفال، والمراهقين، ومُعَّدة لملء عقولهم بالألفاظ النابية، والمفاهيم الخاطئة المخلة بالأدب، والحياء، والتي من شأنها زَج التربية، والأخلاق في جُحرٍ مظلم، يصعب إيجادهما.
إنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تعاني اليوم من "تُخمَة" في عدد المشاهير، الذين لا يملكون إنجازاً أو هدفاً سوى عرض أنفسهم، وحياتهم للجميع دون حواجز.
من المؤسف أنْ ينحدر الفِكر، وتضمحل القيم الأخلاقية لجيلٍ كاملٍ، بهذا الشكل المُخجل الذي يجعل فِكرَهُ مقتصراً على الشكل فقط وكيفية الاعتناء به!
أنا لستُ ضد الاهتمام بالمظهر إنْ كان بحدود المعقول لا أن يصبح الشغل الشاغل للكثير إلى درجة تُلهيهم عن أيةِ أفكارٍ أُخرى، ومواضيع تنمي عقولهم، ولا ننسَ أنَّ أكثر المتابعين من الصغار، والمراهقين الذين تدفعهم أفكارهم، التي لا تخلو من الطيش إلى الاقتداء بهم، والنحو منحاهم، وبهذا الشكل سينتج جيل مُنتهي الصلاحية، مُحب للتقليد الأعمى، جيل يقتدي بالحمقى، يحتل الصدارة في الجهل، ويكون مدعاة للفخر، في أيهُم أقل خُلقَاً.
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

مُتابِعون، followers
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة