احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

03‏/11‏/2018

نتنياهو في عُمان والهدف إيران

الكاتب: شجاع محمود




"نتنياهو في عُمان والهدف إيران"

      كثر الحديث، وكثرت معهُ التوقعات بخصوص زيارة نتنياهو لعُمان، بعدد(22) عاماً من زيارة مسؤول إسرائيلي رفيع المُستوى، وتعددت وجهات نظر هذه التوقعات بين من يرى هدفها تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وبين من يرى هدفها دفع محادثات السلام، وذهب رأي آخر إلى أن هدف الزيارة إيصال رسالة لإيران، ونحن نميل إلى هذا الرأي، وقبل الخوض في تفاصيلهِ لا بدَّ من الوقوف على العلاقات العُمانية-الإسرائيلية.

       رسمياً تعود العلاقات العُمانية-الإسرائيلية إلى عام(1994)، عندما استضافت السلطنة مجموعة العمل الإقليمية حول ملف المياه بين إسرائيل، والأردن، ولبنان، وفي عام(1996) زار (إسحاق رابين) عُمان، من أجل افتتاح مفوضية تجارية إسرائيلية على أراضيها، لكنها أُغلقت من قبل السلطات العُمانية على خلفية الانتفاضة الفلسطينية عام (2000)، وأعيدت العلاقات في عام(2008)، عندما ألتقى (يوسف بن علوي) مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية (ليفني تيبسي) في قطر، وفي عام (2009) أعربت السلطنة عن استعدادها لإعادة الاتصالات بشرط تجميد الاستيطان، وفي (2016) شارك وفد عُماني برئاسة سفير السلطنة لدى الأردن في جنازة (شمعون بيريز)، فالعلاقات العُمانية-الإسرائيلية قديمة لكن التساؤلات التي تطرح حول مدلولات هذه الزيارة مع قرب تنفيذ حزمة العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني.

      لفهم أجندة هذه الزيارة لا بدَّ من توضيح طبيعة الوفد المرافق لنتنياهو الذي ضم كل من رئيس الموساد (يوسي كوهين)، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي (مائير بن شبات)، ومدير عام وزارة الخارجية (يوفال روتيم)، ورئيس ديوان رئيس الوزراء (يؤاف هوروفيتس)، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد (افي بلوت).
 واضح من طبيعة الوفد ذو الطابع العسكري الذي يحمل في جعبته البحث في العقوبات الأمريكية على تصدير النفط الإيراني التي تأخذ حيز التنفيذ في الرابع من أكتوبر، ودليلنا في ذلك أن لعُمان دوراً كبيراً في التوصل إلى اتفاق الدول الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، فربما تخشَ إسرائيل من عواقب العقوبات الأمريكية وردة الفعل الإيرانية المتوقعة ولا سيما لإيران أدوات مهمة اقتصادية، وعسكرية يمكن من خلالها الرد على العقوبات الأمريكية، فإيران تجد في إسرائيل هدفاً للضغط على واشنطن من أجل تخفيف العقوبات عليها، وتتمثل أدوات إيران الاقتصادية في سد مضيق هرمز الممر الوحيد الذي تعبر ناقلات النفط العالمية من عبرها، وهذا ما هددت به إيران في أكثر من مناسبة عبر تهديدها المستمر بغلق مضيق هرمز الذي تتشارك مع سلطنة عمان فيه. أما أدوات إيران العسكرية تتمثل في فتح جبهات حرب متعددة ضد إسرائيل من قطاع غزة، الجنوب اللبناني، والجولان السوري المحتل الذي قدمت اقتراحاً لروسيا يتمثل بأبعاد القوات العسكرية المدعومة إيرانياً بعمق 10كيلو مترا. لذا الهدف الرئيسي من الزيارة تريد إسرائيل من خلالها إيصال رسالة إلى إيران مفادها أن فتح أي جبهة عسكرية من قطاع غزة أو من الجولان المحتل أو من الجنوب اللبناني ضد إسرائيل، فسيكون هناك تواجد إسرائيلي عسكري في عُمان على مقربة من الجنوب الإيراني، وربما يتساءل أحد ما لماذا تسمح عُمان بتواجد إسرائيلي على أراضيها الهدف منه مقايضة إيران؟ جوابنا على ذلك عمان تعاني من ضعف في حدودها الجنوبية المحاذية لمحافظة المهرة اليمينة وهناك صراع عُماني-إماراتي للسيطرة عليها، وربما تخشى سلطنة عمان في حالة رفضها الطلب الإسرائيلي ستعمل إسرائيل على إثارة المشاكل في الجنوب اليمني بتنسيق إماراتي ولا سيما تواجد الإمارات هناك من أجل التوسع السياسي، والاقتصادي، والعسكري، فهي تخشى من استغلال التواصل الجغرافي والاجتماعي بين محافظة المهرة، ومحافظة ظفار لأحداث قلائل في عُمان، ولا سيما إذا علمنا إن الإمارات من المؤيدين لانفصال الجنوب اليمني وهي تدعم شخصيات قبلية، وسياسية وتدرب جنود يمنيين لتحقيق ذلك الهدف، وهذا ما تخشاه السلطنة التي تتعامل مع إسرائيل للحيلولة دون تحقيق ذلك على اعتبار أن إسرائيل تشجع الحركات الانفصالية في الدول العربية.

#شجاع_محمود
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

نتنياهو في عُمان والهدف إيران
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة