احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

29‏/09‏/2018

التخلف والتنمية

الكاتب: أحمد السالم




«التخلف والتنمية»

         لأسباب واعتبارات كثيرة تغير مفهوم التخلف والتنمية، حيث تداخلت فيهِ مسائل وقضايا كبيرة، لم تعد محصورة بفئة معينة، فقد أدخلت عليها مجالات جديدة وشاملة لم تكن موجودة في السابق، ربما لم يكن التخلف هو المشكلة العظمى للدول المتأخرة بقدر ما كانَ كابوساً وإشكالاً للدول المتقدمة، التخلف يحتاج إلى وصف علمي عميق من أجل تفسيره بدقة كبيرة، وقد كان هذا التفسير الشغل الشاغل لمعظم الدول في النصف الثاني من القرن العشرين، وطرح السؤال الذي ربما كان الأهم، هل مصير الشعوب أن تبقى متخلفة؟ وهل له علاقة باللغة والجنس والدين؟
يُعاش التخلف على المستوى الإنساني كنمط وجود مميز له من الناحية الدينامية السيكولوجية، فهو إذاً ينشأ ضمن هذهِ البيئة المحيطة بهِ يدعم هذهِ البيئة ويدعم استقراها، ومن جانب آخر يحاول تغييرها بشتى الطرق نظراً لارتباطه بنظرية السيكولوجية وهذه علاقة بين السبب والمسبب، أي بين البنية التي نشأت فيها وبين النمط الإنساني، ويتساءل الكاتب(تشيلو فورتادو) في كتابهِ(التخلف والتنمية) عن معنى التخلف فيجيب: بأنه حالة اقتصادية مزدوجة منتعشة يعيش فيها قطاعات الأول نظام رأس مالي سابق والثاني قطاع اقتصادي عالمي متكامل من جميع الجوانب فنياً وتجارياً.

       إنّ مفهوم التخلف لهُ دلالات عديدة أما في الجهل العام في مقدرات البلد المادية وحتى المعنوية، أو من جانب آخر هو سوء التصرف بالأرصدة الموضوعة أو التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، والتنظيم والإدارة الصحيحة مع توحيد الرؤى لنظرة مستقبلية تعادل الوضع العام للبلد، كما أنّ هناك بعض الآراء تقول يجب فصل الجانبين التخلف المطلق والنسبي، أي أنّ هناك دول تستوعب التقدم بدرجة مقبولة لديها كنموذج مثالي يختلف عن باقي الدول، كما هناك خلاف لدول العالم الثالث حول من ما زال يهيمن ولكن بدرجات تكاد تكون متفاوتة بين هذا البلد وذاك، ففي البنيات التقليدية ما قبل الرأس المالية المتعقلة بالقوى المنتجة أو الاجتماعية أو حتى درجة الوعي لدى الفرد الاجتماعي، هي بنيات تختلف موضوعياً وتاريخياً عن البنية الرأسمالية التي يصفها(كارل ماركس، وأنجلز) في البيان الشيوعي، كما يصف هناك البرجوازية المعاصرة هي نتيجة تطور سنوات من هذه الأساليب وكانت هذهِ مرحلة من مراحل التطور التي مرت بها البرجوازية.

        التنمية بمفهومها الشائع في الدول المتحضرة التي ساهمت التنمية فيها ببروزها بين الأنظمة المتطورة على كافة الأصعدة الاجتماعية والثقافية وحتى المالية، ظل ينظر إليها كعملية مقاربة بين البلدان المتخلفة والمتطورة، وهذا يعني أن اتجاه آخر سيطر على هذا المفهوم هو الدول الأكثر دخلاً في الناتج القومي الاقتصادي المرافق لاقتصاد السوق، إنّ التباين في الرؤى حول هذهِ النظرية التي تسوق لنا مفهوم التنمية بكل جوانبه سواء الاقتصادي أو الاجتماعي، إنّ المهتمين في قضايا التنمية يرون أن التغيير والتطور في الجانب الاقتصادي للبلدان هو الذي يجب أن يولى الاهتمام الأكبر، في حين اهتمام الدول الاستعمارية للقوة الشرائية لديها يهدف إلى تعزيز السوق الاقتصادي لها، في حين أن نظرية النمو الاقتصادي ضلت سائدة في دول مختلفة، إذ يرى البعض إن العوامل البيئية كالتربة والمناخ هي الأخرى تساعد في نمو هذا الاقتصاد، وكذلك عدم توفر الحديد والفحم لعبا دوراً مهما في الثورة الصناعية لبعض الدول مع نقص رأس المال والبنى التحية، تختلف باختلاف كل هذهِ العوامل التي تساعد في نهوض اقتصاد كبير في الكثير من الدول.
ولقد تبين أنّ التنمية في الفكر الليبرالي تؤكد عدة حقائق تعيق عملية التنمية في الكثير من البلدان النامية، ويجب تجاوز هذهِ بِعدة حقائق في التنمية العميقة كالتحرر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وحتى الثقافي إذا ما أرادت الدول النهوض بالواقع وتجاوز كل هذهِ المعوقات، ولا شك أن التخطيط يمثل الخط الرئيسي في نجاح عملية التنمية من خلال وضع استراتيجيات بعيدة المدى ووضع الحلول لكل طارئ ممكن أن يحدث مع الاستعانة بالخبرات والكفاءات المبنية على الاختيار الأمثل لهذهِ الخطط سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، كما يتضمن هذا التعبير بإشباع الحاجات الأساسية للسكان وإتباع كل أشكال الانفتاح على السوق العالمية وفق الشروط الموضوعة التي تهم المصلحة الوطنية. في حين يحمل التخلف بين طياتهِ عدة دلالات تتلخص في جهل القدرات المادية والمعنوية والتخطيط والتفكير الصحيح، والتنمية لا شك أنها من الأمور المهمة التي ترتكز عليها الدول النامية للارتقاء بالواقع السياسي والاجتماعي وحتى الثقافي لهذهِ الدول، والدول التي تضع استراتيجيات وتضع الخطط والحلول لكل المشاكل والتفكير السليم مع معالجة التنظيم الإداري والمالي للدولة؛ لأن التنمية ليست عملية اقتصادية ومالية فقط، بل هي متصلة بسائر نظم وتنسيقات المجتمع بصورة عامة لتطوير البلدان.
ــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1- أطروحة التنمية والتخلف، د. عادل غاسق.
2- دراسات المركز الديمقراطي العربي حول التخلف والتنمية، أعداد: أ. محمد المرواني.

#احمد_السالم
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

التخلف والتنمية
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة