الكاتب: عبد الهادي فارس
بدأت حاجة الإنسان إلى الجنس منذ بدئ الخلق، كحاجة بدائية ليس لها غاية سوى المتعة و التكاثر، إلا انها وضحت قوة سحرية قربت ما بين الجنسين، قد تطغى على الاحتياجات الاخرى فباتت تتطور شيئاً فشيئاً مع ازدياد كثافة السكان، وبداية فجر الحضارة فباتت سلاح ذو حدين قرب البعض من النعيم، والقى البعض الاخر في درك الجحيم الاسفل.
تزامناً مع تأسيس الدول، وإزدياد الممالك، ورغبة التوسع نشأت الخلافات السياسية والدينية بين البلدان، مما أدى الى نشوب حروب و نزاعات أودت بحياة الأُلوف وأسقطت ممالك وأزالت عروش، فباتت هنالك حاجة الى سلاح خفي
يطيح بالملوك والرؤساء دون الحاجة إلى إهدار قطرة دم واحدة، سلاح بإمكانه الدخول الى الجناح الملكي كل ليلة،
سلاح إستخباراتي من الطراز الرفيع، سلاح رقيق و مميت في الوقت ذاته، وبعد تفكير عميق توصلوا الى الإجابة...(الجنس).
ذاك السلاح الذي يحول رؤساء اعتى الدول الى خرفان وديعة
سلاح يجعل الملوك مجرد دمى صغيرة بأيدي الدول المعادية،
سلاح رقيق على هيئة ملاك طاهر، إلا أنه يحمل بداخله خفايا إبليس و دهائه.
لن نذهب بعيداً الى الوراء فما رأيكم بالرجوع الى ١٤٠٠ عام مضت...؟
مع بدء إنتشار الاسلام و تأسيس الدولة الاسلامية كدولة حربية قوية إمتدت من المحيط الى الخليج،
كان لا بد من إيجاد حلول لإيقاف هذه الهيمنة، ووضع حد لهذه السيطرة التي باتت لا تطاق بالنسبة للعالم المسيحي،
إلا أن جميع المخططات العسكرية والحربية قد بائت بالفشل، فما كان الحل إلا في التفكير ما وراء هذه الجيوش و الاساطيل، قد كان الحل ابسط مما تتخيل،
فتاة تحمل من الرقة والجمال ما لا تحمله فتاة في سنها، تقع أسيرة لدى الجيش فتدخل ضمن نطاق يمين الحاكم،
ثم الى سريره فإلى عقله حتى تتملكه بالكامل.
وخير مثال على ذلك ما جرى خلال حقبة السلطان سليم الثاني، وما تلاها إمتداداً الى زوال الحكم العثماني بالكامل
حينها يمكن بسهولة ان نقول أن الدولة سقطت (نظرياً) بيد العدو ولكلا الدولتين العباسية والعثمانية باع طويل لا يسع ذكره بإختصار.
فلنتقدم قليلاً الى القرن العشرين....
فمع بدء التطور التقني والإعلامي اصبح هذا السلاح أخطر من أي وقت مضى،
فقد أصبحت المرأة السلاح التجسسي الاول لأجهزة المخابرات.
حتى باتت العلاقات السرية أهم أسباب الاطاحة بانظمة كاملة،
و نخص بالذكر الرئيس الراحل (جون كينيدي) الذي جمعته علاقة سرية باكثر النساء إثارة في وقتها (مارلين مونرو)
والتي إنتهت بإغتيالها لدواعي أمنية.
إلا ان الرئيس نفسه قد أُغتيل بعدها بسنة واحدة لاسباب تستدعي من القارئ البحث و الاستقصاء.
هناك العديد والعديد من القضايا التي لا يمكن حصرها و تلخيصها في مقال او حتى كتاب واحد.
فاذا انتقلنا الى الجانب العربي سنجد ما هو أبشع وأمّرْ
إلا أن التكتم الحاصل في الانظمة العربية قد حال دون ذلك، حتى مجيء ما يسمى (الربيع العربي) الذي أتاح الكثير من هذه الملفات الى العلن.
ومن القضايا الشائكة حتى الان هي قضية الساندريلا (سعاد حسني) التي اغتيلت في مسكنها و نفذت الجريمة كالعادة على أساس الإنتحار .
حيث بينت العديد من المصادر انها قد أُغتيلت لأسباب سياسية، قد تكون منها علاقة الراحلة بالعديد من الأسماء السياسية الرنانة. وتجنيد المخابرات المصرية لها كجندي مجهول لإستقصاء المعلومات،
حتى كانت على وشك كتابة مذكراتها فكانت كالمسمار الاخير الذي دق في نعش الراحلة، قارعاً ناقوس الخطر تجاه هذه الأنظمة السياسية.
بالإضافة الى العديد من الزعماء العرب كمعمر القذافي وغيره الذين تورطوا في قضايا مشابهة لا يسعنا التطرق لها حالياً.
خلاصة الحديث انه مهما علت الدولة و توسعت
سيبقى حاكمها رجلا يتحول الى طفل صغير امام سلاح المرأة ومفاتنها، فيدخل ذلك الفخ الذي لا خلاص منه سوى بالدم أو الفضيحة وأود ان أختم بمقولة (مارغريت تاتشر)
"إذا كنت تريد أن يقال شيئاً أُطلب من رجل... وإذا كنت تريد القيام بشيء ما اطلبه من إمرأة" والسلام.
(تطور الجنس من حاجة بدائية إلى الفخ السياسي الاول)
4/
5
Oleh
Unknown
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار