الكاتبة: آيات
عادل اللامي
"مؤامَرة، ومُوافَقَة!"
إن كنت غير مهتم
بتآمر البعض على أدمغة جيل، بل أجيال كاملة، إن لم يزعجك هذا الجمود، والخمول الذي
أصابهم، وإن لم يحزنك لجوئهم، إلى المغريات الهادمة، المقدمة على طبقٍ من ذهب،
'تاركين كُل ما ينمي أفكارهم، ويُعزز مهاراتهم الإبداعية، التي من شأنها أن تبنِ
جيلاً متطوراً ينفع نفسه، وبلده، فلا أُجبرك أن تقرأ، وتنزعج لأنك قد لا تقتنع بكل
ما يكتب هنا، وستأخذك العزة بالإثم.
حتى إنك قد لا تحاول أن تطّلع مع نفسك على مصدر الكثير من الألعاب،
والبرامج الموجهة إلينا نحن العرب "المُنقادين"،
نحن اليوم في مواجهة حرب من نوع آخر!،
حرب ضد العقول، ضد التميز، ضد الإنجاز!
حرب أصبح العقلُ العربي أسيراً لها، ومُرحباً بها!
رافعاً رايته البيضاء دون أيَّ محاولةٍ منه لدحرها!.
كمثالٍ بسيط جداً، سأتكلم عن واحدة من ألعاب الفيديو التي انتشرت في
الفترة الأخيرة بشكلٍ كبيرٍ، وملحوظٍ، ومؤسفٍ وهي لعبة "pubg"، حيث نلاحظ الإقبال الكبير عليها من قبل الشباب تاركين واجباتهم،
ومسؤولياتهم المختلفة على رفوف النسيان تلك المعلقة على أمل الإقلاع عن اللعب في اليوم التالي! قد ينتقد القارئ فيقول: لا يوجد إجبار،
ولا قوة في ذلك فلكلٍ منا عقلاً يعرف من خلاله الخطأ، والصواب وبإمكان أيَّ شخصٍ
منا عدم السماح لنفسه بأن يهدر وقته بما لا ينفع؛ لكنه نسيَ… بأن هنالك نقاط ضعفٍ
موجودة لدى كلٍ منا خاصة لدى المراهقين، ونقاط الضعف هذه لا تقوي على مواجهة
الكثير من المغريات المقدمة بطريقةٍ عاطفية، تستهدف خضوع العقل لها دون تردد، حتى
إن الكثير من البرامج التي لا تنفع العلم شيئاً ولا تُنمي أيَّ قدرةٍ إبداعية لدى
المُشاهد، تم تقليدها من قبل الفضائيات العربية من أجل المادة، ومن أجل الهاء
العقل، وتجميده كبرامج الغناء، والرقص التي يصادف عرضها دائماً مع بدء العام
الدراسي الجديد!
أتعجب من هذه المهارة العالية التي يمتلكها العرب في حب تقليد الغرب
بتوافه الأمور، باقتباس الأشياء السلبية، بكل ما من شأنه أن يصيب العقل بشلل تام،
دون الرغبة بابتكار شيء جديد، ومفيد وكما يقول ليوناردو دافينشي:
"تماماً كما يصدأ الحديد عندما يُهمل... فإن الخمول عن العمل يُتلف العقل".
"تماماً كما يصدأ الحديد عندما يُهمل... فإن الخمول عن العمل يُتلف العقل".
إن ما يتعرض له الفرد اليوم ما هو إلا مؤامرة لكنها مؤامرة، فريدة من
نوعها موجهة لإغراء العقل، والقلب ممكن تسميتها
(مؤامرة العرب على أنفسهم) بسواعد خارجية
إذ كيف لموضوع فاشل، وبرنامج مُستَهلك، وحكايات مُعادة، ومتفككة أخلاقياً،
أن تنجح، وتبرز دون التصفيق لها من قبل أياد عربية، ودون الترويج لها وإعادة
صياغتها بنكهة دراماتيكية!
كيف لخطة؛ ملامح الخسران تغزو محتواها، أن تُعتَمد دون احتوائها،
واعتمادها كخطة مصيرية! من قِبل الفرد العربي!
يجب أن تكون هناك صحوة فكرية شاملة، وبرامج توعوية مكثفة في كيفية
استثمار أوقات الفراغ بما ينفع، موجهة إلى المراهقين، والشباب لأنهم اللبنة الأساسية
في بناء غد أفضل.
ولا بد أن أُنوه إلى أن كل فردٍ يسكت عما يحصل من انحدار في القيم،
والمبادئ… كل من يسمح بسريان تلك الأفكار، والقناعات المسمومة في أوردة أبناءه؛
سيغدو شريكاً في تلك المؤامرة.
فالأب، والأم، والمُعلم، والأخ، والصديق، أشبه بماء المُكرَمات، الذي
يسقي نبتة الأخلاق؛ لتنمو بكل حب، وصدق، وخير، في قلوب أبنائهم.
وأخيراً… فإن الجميع أحرار بتوجهاتهم، واختياراتهم
لكنهم مُجبرين على تحمل النتائج التي قد لا تعجبهم غالباً
لذا حريٌ بهم مراجعة أفعالهم، وقراراتهم
كي يحظوا بنجاحات تفوق جهدهم، وتوقعاتهم.
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
مؤامَرة، ومُوافَقَة!
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار