احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

19‏/07‏/2019

التبرع بالأعضاء البشرية بين الإنسانيةِ والاستغلال


الكاتبة: ضمياء الحلبوسي



"التبرع بالأعضاء البشرية بين الإنسانيةِ والاستغلال"

     لا بدَّ وأن سمعتم يوماً عن إمكانية إنقاذ شخصٍ منَ الموتِ وإعادة الحياةَ إليهِ عن طريقِ التبرعِ بعضوٍ منْ أعضاءِ الجسمِ أو حتى جزءاً منهُ وكيفَ أنَّ هذا الإجراء منوطاً دائماً بمدةٍ حرجةٍ لا يمكن بعدها تلافي العواقب الوخيمةَ المترتبة على التأخيرِ الحاصلِ بسبب عدم توفرِ متبرعٍ لديهِ من الشجاعة والقناعة الكافية لوهب حياة جديدة لشخصٍ ما ويُدخل الفرح إلى قلوب ذويه, ويُعرّف التبرع بالأعضاء: على إنّه قيام الشخص بالموافقة القانونية على وهب عضوٍ معينٍ من الأعضاء الخاصةِ بهِ خلال حياتهِ أو بعد وفاتهِ إلى شخصٍ معينٍ أو مؤسسة معينةٍ.

      أثار هذا الموضوع الكثير من الجدل ومنذ سنين طويلة وانقسمت الآراء بخصوص ماهيتهِ وشرعيتهِ ومدى تطبيقهِ خاصة في الدول الإسلامية ، و ذلك لارتباطه المباشر بفكرة الحياة والموت والحق الإلهي المطلق بحرية التصرف بالمخلوقات جسداً وروحاً، كما أن لثقافة المجتمع وطبيعته العقائدية والأعراف السائدة الأثرَ الكبير على ترسيخ الفكرة وتطبيقها بصورةٍ سلسةٍ تضمنْ حريةَ الفرد وتنقذ آلاف الأرواح التي قضت وفي نفوسها أملاً ببشرى قادمة أو نزعة إنسانية تنتشله من كابوس الفراق الأخير، وإنَّ من أهم النظريات التي دارت فيها نقاشات عديدة هي كيفية العمل بنظام التبرع بالأعضاء دون المخاطرة بشكلٍ أو بآخر بمشكلة كبيرة ألّا وهي: الإتّجار بالبشر أو الإتّجار بالأعضاء، وكيف على الدولة أن تحمي أفرادها من الوقوع في شرك ضعاف النفوس ممن يعرضون حياة الآخرين للخطر سواء عبر إجراء العمليات الجراحية الخطرة أو من خلال استنزاف أموال طائلة من الأفراد أو غيرها من الممارسات غير الإنسانية؟!

      قد لوحظ في المدة الأخيرة لجوء الكثير من الأفراد للسفر إلى الخارج في محاولة منهم لإيجاد حلٍ لمثل هذه المشكلات، وانبثاق ظاهرة جديدة ألّا وهي ظهور متعهدي التبرع حيث يقوم هؤلاء الأشخاص بالتوسط بين المتبرع والمستلم والاتفاق على المبالغ المدفوعة وبيان حقوق الطرفين وواجباتهم بما يشبه العقد على أن يتكفل المستلم أو المستفيد بتقديم الرعاية الصحية وتكاليف السفر والإقامة إن توجب الأمر السفر إلى الخارج، وغالباً ما يتم الأمر بعيداً عن إشراف الجهات الرسمية، وللأسف فإنَّ أصابع الاتهام موجهة إلى بعض المؤسسات الصحية التي تُتهم بالمشاركة والتسهيل لعمليات سرقة الأعضاء البشرية؛ ويُعزى سبب ذلك إلى غياب الرقابة القانونية والضعف الشديد في تفعيل القوانين التي من شأنها حماية كافة أفراد المجتمع من الاستغلال البشع وارتكاب الجرائم بحقهم.

     عليه فإنَّ طرح فكرة التبرع بالأعضاء ومناقشتها من قبل الجهات المعنية سواء أكانت قانونيةً أم شرعيةً، وطرح مشروع قانون يُنظم عملية التبرع ويجعلها عملية واضحة المعالم وثقافة إنسانية الغرض منها هو بعث الأمل بالحياة لمن يحتاجها كما ذكر الله تعالى في محكم آياته (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة/32. كما أنها ستعود بالفائدة ليس على المستوى الإنساني والصحي فحسب وإنما ستفتح لنا آفاقاً علمية واسعة، فبدلاً من تعليم الطلبة على الموديلات التشريحية البلاستيكية باهظة الثمن سيتعلم طلابنا في مختلف الاختصاصات الطبية المادة العلمية وتطبيقها على عينات بشرية حقيقية.

# ضمياء_الحلبوسي
#كُتّاب_سومريون

إقرأ أيضا

التبرع بالأعضاء البشرية بين الإنسانيةِ والاستغلال
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة