احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

08‏/07‏/2019

جانب من تشوهات الخطاب المجتمعي


الكاتب: حسين خليل




"جانب من تشوهات الخطاب المجتمعي"

     المشكلة أننا لم نبلغ الخطاب المؤسساتي المتوازن، فكيف بنا بلوغ توازن الخطاب الشعبي؟ ولا أعرف أيّهما يُفترض تحقيقه أولاً، أو من يؤثر بمن؟، هل من الممكن أن يمد الأول تأثيره على الثاني أم أن التوازن الشعبي يتغلغل إلى المنظومة الرسمية ويعطي صبغة كان يتسم بها إلى الخطاب المؤسساتي؟
     في كثير من الأحيان نقع في فخ التصريحات التي يحولها المجتمع دون دراية ويضخها في وسائل الاتصال الحديثة ومن ثم تعميمها محلياً وإقليمياً؛ وبالتالي تأتي النتائج لا تتوافق مع الطموح المجتمعي، وهنا نلقي اللوم على المنظومة الدولية، ونعتبرها لا تكيل حسن النية إلى العراق والعراقيين. في الحدث الأبرز في أيامنا الحاضرة هذه، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جملة نصها: "لائحة التراث العالمي تتشرف بانضمام بابل لها".
هنا يتضح شرخ التفكير المجتمعي المطالب باحترام العالم للخصوصيات الشعبية والاعتقادات المتوارثة، ولكنه في كل حدث يذيع صيته تزداد حماوة التصريحات للرموز الشعبية المخترقة لمّا أسميه منظومة الأعيان أو القادة المجتمعيين، حيث هؤلاء يأخذون المساحة الخاصة بقيادة الرأي العام دون وجه حق؛ لعدم وجود انتقاء شعبي متزن كون المشكلة أيضاً مجتمعية، بسبب عدم وجود ذهان مجتمعي قادر على الاختيار في الأصل. وهنا يطفو على الرأي العام عشوائية الطرح في كثير من الأحيان، والتي بسببها ميعت الكثير من المطالبات الشعبية.

    ما يقود الرأي العام ليس العامة بل الأيقونات المختلقة بطريقة محترفة للغاية، ما جرنا للحديث عن الاتفاق الشعبي من عدمه على مجمل القضايا خاصة منها الإقليمية، هو التأثير في أتخاذ القرار الدولي بشأن هو عراقي داخلي، ولا بدَّ لنا كمجتمع أخذ اعتبارات ردة فعل المجتمع الدولي. كثير من الهيجان الممارس داخل البلد يعمم شعبياً وكان آخره ما حدث للسفارة البحرينية، التي بعدها طغت على تساؤلات العامة عن إمكانية أمتناع البحرين وحليفاتها من التصويت لمدينة بابل الأثرية.

     في نهاية المطاف لا يمكن لأي شخص أو منظمة أو دولة تغييب الفارق الزمني للحضارة البابلية الممتد لآلاف السنين، ولا يمكن تأكيده بجملة تتشرف اللائحة، كوننا في الوقت الذي نطلب احترام المجتمع الدولي لهيبة تأريخنا، فهو أيضاً يطلب منا إبداء الاحترام لتراثه العظيم أيضاً، وإلّا لما نحن في الموضع الضعيف، والمتوسل لان تدرج بابل إلى تلك اللائحة، إذاً نحن لا نبحث عن جوهر تصدير لحضارتنا بقدر البحث عن امتيازات ذلك التصدير.

#الحسين_بن_خليل
#كُتّاب_سومريون

إقرأ أيضا

جانب من تشوهات الخطاب المجتمعي
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة