احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

07‏/07‏/2019

عالم التُكتُك!


الكاتبة: آيات عادل اللامي 



"عالم التُكتُك!"

      التُكتُك أو الستوتة، كلمة شعبية تم تداولها كتسمية لتلك العجلات الصغيرة ذي الثلاث إطارات، والتي غزت مؤخراً أغلب المدن.
وفي الوقت الذي يفتح فيه العالم عينيه على عوالم جديدة أكثر تطوراً، وتمدناً... عالم من العمران، والبناء الملفت للنظر، عالم من التكنولوجيا المبهرة للعقول…
يفتتح بلدنا العريق صاحب أقدم حضارة في التاريخ عينيه على التُكتُك، أو "الستوتة"، إذ نلاحظ مدى الانتشار الواسع لتلك العجلات الصغيرة في أغلب المدن، خاصة في مناطق الرصافة، ولا أبالغ إن قلت أن عددها هناك قد يكون مساوٍ لعدد المركبات، حتى إن عيون المها قد أصبحت بين الستوتة، والجسر.
هل هذه الظاهرة تعتبر ظاهرة حضارية؟ أم تدل على ارتفاع كبير في مستوى البطالة؟ الأمر الذي دفع الشباب إلى شراء هذه العجلات لكسب قوتهم اليومي من خلالها؟
شخصياً؛ لا أرى إنها ظاهرة تستحق التشجيع وغير حضارية لعدة أسباب:
1- بغض النظر عن الفوضى، والاختناقات المرورية وما تسببه من مخاطر أمنية، هناك سبب مهم جداً وهو: عدم التزام أكثر أصحابها بضوابط السير، التي تجنبهم الحوادث، بل وقد تُسبب إرباكاً لذوي المركبات الأخرى، وتعرضهم لحوادث لا تُحمَد عُقباها.
2- قيام بعض سواق هذه العجلات بالتسابق مع أقرانهم، كنوعٍ من المزاح، وقد شاهدت بأم عيني انقلاب بعضها لخفة وزنها، وللسرعة الكبيرة التي يسيرون بها، وهذا بحد ذاته أمراً في غاية الخطورة ويهدد حياة الركاب والمُشاة.
3- أصبحت هناك تُخمة في عدد سيارات الأجرة وما "التُكتُك" إلّا إضافة لا داعي منها سببت عجزاً لدى أكثر سواق الأجرة وعرقلة لحركة السير المشهود لها دائماً بالبطء، بسبب القطوعات في بعض الطرق، وأيضاً زيادة أعداد المركبات، فكل عائلة اليوم تملك سيارتين على الأقل. تفوق قدرة الشارع على استيعابها.

    لست هنا بصدد التحريض على منع انتشار الستوتات، بالرغم من حظر سيرها بناءً على التعليمات التي أقرتها مديرية المرور العامة، باتخاذ سلسلة من الإجراءات المتعلقة بتهيئة الأجواء المناسبة لتطبيق قانون المرور الجديد المقر من قبل رئاسة الوزراء ومجلس النواب.
وإن الإجراءات التي ستتخذها المديرية تتمثل بنشر دوريات إضافية في التقاطعات، والشوارع الرئيسية لمحاسبة المخالفين، ومن ضمن هذه الإجراءات منع سير الدراجات النارية التي لا تتعدى سرعتها 60 كيلومتراً، واﻟﺴﺘﻮﺗﺎت في الشوارع الرئيسية وحجز المخالفين منهم للأنظمة المرورية واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم(1).
إلّا إننا لا زلنا نشاهد الكثير منها تجوب الشوارع ولم تخضع لهذا القانون الذي يفترض العمل به بعد شهر من تاريخ نشره في جريدة الوقائع العراقية.
وهنا، وبالرغم من عدم انصياع أصحاب العجلات لهذه القرارات لاعتبارات عدة، أهمها أن هذا الإجراء يُعد قطعاً لأرزاقهم، أقترح أن توضع ضوابط تنظم سيرها دون همجية في السياقة، أو استخفاف بأرواح الناس، كأن يتم مصادرة العجلة لمن يتعدى سرعة معينة أو لا يلتزم بالإشارات المرورية.
وبهذا الإجراء نكون قد وصلنا إلى حل يرضي أصحاب الستوتات، والسواق الآخرين الذي يتذمرون من الإرباك الذي تسببه لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): السومرية نيوز، ١١-٥-٢٠١٩


#آيات_عادل

#كُتّاب_سومريون

 

إقرأ أيضا

عالم التُكتُك!
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة