احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

27‏/10‏/2018

الذكاء العاطفي حل لجميع المشاكل

الكاتبة: علا الجبوري



"الذكاء العاطفي حل لجميع المشاكل"

       في ثورة الأبحاث العلمية بصورة عامة والنفسية بصورة خاصة، ظهرت عدة مصطلحات ومفاهيم تدور حول النفس البشرية لفهم أسرارها والتعمق في دراستها واكتشاف الثروات المكتنزة فيها، ومدى تأثير فهمنا لها على شخصياتنا ومفاهيمنا، وبالتالي تأثيرها على حياتنا ومحيطنا، ومن جملة هذه المفاهيم الحديثة نسبياً والتي باتت موضوع بحث وتطوير مهم، هو مفهوم "الذكاء العاطفي". فما هو الذكاء العاطفي؟ وما هو تأثيره على حياتنا وعلى تكويننا العقلي والنفسي وطريقة تعاملنا مع المشاكل ومع الآخرين؟ وكيف يمكن أن نكتسب هذه المهارة لعيش حياة أفضل؟

     قبل الخوض في تعريف الذكاء العاطفي وكيفية عمله، لا بدَّ أن نتطرق أولاً لتعريف العواطف (المشاعر)، حسب قاموس أكسفورد الأمريكي أنَّ العواطف هيي: أي تهيج أو اضطراب للعقل، وأي حالة تنم عن الإثارة أو التحمس. وهناك مئات المشاعر التي تعتلي النفس البشرية لكل فرد وحسب الظرف والموقف أو الحالة التي يمر بها وحسب حالته المزاجية والروحية. وهناك مشاعر كثيرة مجهولة بالنسبة للكثيرين ولا يمكن وصفها بالكلمات. إن بعض واضعي النظريات يَرَوْن أن هناك فئات أساسية من المشاعر ورغم عدم اتفاق الجميع عليها إلّا أنها يمكن أن تصنف كفئات أساسية تصيب أي فرد وهي: الغضب، الخوف، الحزن، الحب، الاستمتاع، المفاجئة، الاحتقار، والْخِزْي.
كما إن كلاً من هذه الفئات تحمل معها عدة مشاعر أخرى مرتبطة بها أو مصاحبة لها. لكن هذه القائمة الأساسية لم تجب عن سؤال كيفية تقسيم المشاعر إلى فئات، لأن هناك حالات كثيرة تتداخل فيها عدة فئات مع بعض مثل امتزاج مشاعر الحزن مع مشاعر الخوف، أو امتزاج مشاعر الغضب مع مشاعر الْخِزْي، أو امتزاج مشاعر الحب مع مشاعر الغيرة وغيرها.
ليست هناك إجابات شافية أو قطعية لهذه العلاقة أو هذا الامتزاج لكن البحث ما زال مستمراً ومواصلاً سيره نحو اكتشاف الإجابات.

- الذكاء العاطفي، نشأته: ولد مصطلح الذكاء العاطفي في الولايات المتحدة الأمريكية قبل نحو عشرين سنة، إذ لاحظ علماء النفس والسلوك أن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة لا تتوقف على الذكاء العقلي فقط وإنما على صفات ومهارات قد توجد لا توجد عند الأشخاص الأذكياء عقلياً، وأطلق العلماء على هذه الصفات أو المهارات اسم "الذكاء العاطفي" وبدأوا بأجراء البحوث، والدراسات، وجمع الإحصائيات حول هذا النوع من الذكاء الذي اكتشفوه كما تعرفوا على كيفية قياس مستواه وماهي وسائل رفع هذا المستوى، كما أكدت هذه الأبحاث بعد فترة من الدراسة والتمحيص أن النجاح والسعادة في الحياة لا تعتمد على الذكاء العقلي إطلاقاً وإنما تعتمد على الذكاء العاطفي.
إذاً ما هو الذكاء العاطفي؟ هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين، وهناك تعريف آخر متفق عليه من قبل بعض العلماء وهو أن الذكاء العاطفي يعني: قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولمن حوله.
- سمات العقل العاطفي: أورد العالمان (بول ايكمان) مدير معمل التفاعل البشري في جامعة كاليفورنيا والعالم (سيمور اسبستين) الأخصائي النفسي الإكلينيكي في جامعة "ماساشوستس" أفضل تقييمين مستقلين لسمات العقل العاطفي وهي باختصار:

١-استجابة سريعة لأي حدث لكن غير دقيقة.
٢-المشاعر أولاً ثم تليها الأفكار.
٣-شخصية واقعية ورمزية وطفولية.
٤-شخصية تفرض الماضي على الحاضر.
٥-واقعه مرتبط بحالة معينة.
وحسب هذا التقييم فإن من يملك هذه السمات يكون عقله العاطفي فعالاً بنسبة كبيرة.
-المشاعر كيف تتكون؟ وما علاقتها بالتفكير؟
إن للتفكير علاقة بالشعور فكثير من المشاعر تتولد في نفوسنا نتيجة نمط معين من التفكير فإذا ما غيرنا هذا النمط تغيرت مشاعرنا تلقائياً. فالإنسان المتفائل في تفكيره ينظر إلى الواقع بطريقة التركيز على النصف الممتلئ من الكأس وبالتالي تتولد لديه مشاعر التفاؤل، وعلى عكسه فالإنسان الذي ينظر إلى واقعه بالتركيز على النصف الفارغ من الكأس تتولد لديه مشاعر الإحباط والتشاؤم وهكذا، وفي كل حالة تصيب الإنسان والتي هي نتيجة نمط تفكيره تتكون معها عدة مشاعر وتكون متداخلة مع بعضها البعض، فمثلاً الإنسان المتشائم تصاحب حالة التشاؤم، تلك مشاعر قلق وتوتر تمنعه من التفكير الإيجابي وتكون عائقاً أمام التفكير الصحيح وربما تمنعه من التفكير على الإطلاق.
-كيف نتحكم في مشاعرنا؟
إن الشعور حالة تنجم عن نمط معين من التفكير يؤدي هذا النمط إلى سلوك معين نتصرف وفقه.
حيث نستطيع أن نتحكم في مشاعرنا أما عن طريق التدخل بين التفكير والشعور، فيكون ذلك بتغيير نمط التفكير أي تغيير زاوية الرؤية للحدث، فعندما نقوم بتغيير طريقة تفكيرنا نحو أمر ما تتغير مشاعرنا تجاهه وبالتالي يتغير سلوكنا نحوه، والطريقة الثانية للتحكم بالمشاعر هي عن طريق التدخل بين السلوك والشعور وذلك بأتباع سلوك معين من أجل السيطرة على شعور ما، مثال ذلك عندما نمر بحالة وفاة لشخص قريب فإن مشاعرنا ستكون حتماً هي الحزن والألم، ولكي نغير هذه المشاعر فأننا نسلك سلوك معين مثل البكاء أو العزلة في مكان هادئ أو الصلاة، فهو بهذا غير من سلوكه فتغيرت مشاعره.
إن الذكاء العاطفي نعمة كبيرة لمن يعيها ويفهمها فهمًا صحيحاً ويعمل بها، فهي طريقة مثلى لتجنب كثير من المواقف التي تصادف الإنسان وتمكنه من الاستفادة منها بأقل ضرر يمكنه أن يؤثر على حياته، وكذلك بالنسبة لتعاملنا مع محيطنا فإننا بمجرد أن نعي أن كلاً من الفعل ورد الفعل ليسا دوماً هما الدافع الأساسي للمشاحنات أو التصادمات فيمكن أن تكون هنالك دوافع خفية أو مشاعر مكبوتة نفّه عنها هذا التصادم لا أكثر، حتى إن كثير منا قد تعرض لموقف تفريغ الغضب من قبل والديه أو أحد أصدقائه دون أن يكون له ذنب وبعد أن يهدأ كلا الطرفين يعود الطرف الغاضب إلى الاعتذار والتأسف، هذا ما يجنبنا إياه الذكاء العاطفي فهو يجعلنا نعرف نوع المشاعر المصاحبة لأي فكرة تدور في بالنا، وبالتالي يتحدد نوع السلوك الذي سوف يُتبع حيالها، وبما إن المشاعر تؤثر بصورة مباشرة على الأفكار، فإن أول خطوات التحكم فيها (المشاعر) هي بأطلاق اسم عليه فنحن لا نستطيع أن تعامل مع أي شيء دون أن يكون له اسم وعندما نعرف نوع المشاعر التي تحوطنا نبدأ بالعمل على ما عكسها، فمثلاً لو كنّا في حالة خوف أو قلق من الامتحان فأننا نصاب بحالة من التهيج العصبي وتسارع في دقات القلب وهذه هي أعراض القلق أو الشعور بالدوار أو التعرق المفرط فأن كثير من الناس لا تعلم إن هذه هي أعراض القلق فتصاب بحالة هستيريا وعصبية مفرطة، ولكن الشخص الذكي عاطفياً عندما يطلق على هذه الأعراض اسم وهنا سيكون توتر الامتحان أو خوف الامتحان فأنه سوف يتعامل مع المشاعر المعاكسة للقلق أو التوتر والتي هي الهدوء والاسترخاء والسلام الداخلي وتحويل مشاعر القلق هذه إلى مشاعر تحدي وإثبات للذات، وبذلك سوف يقل تأثير مشاعر القلق هذه وستكون حالتنا هي هدوء وسكينة وكذلك بالنسبة لأي موقف نمر به أو يصادقنا في حياتنا.
يبقى لنا أن نقول إن أهم ما يمكن أن يشغل عقل الإنسان وتفكيره ويأخذ جل اهتمامه هو معرفته لنفسه لأنه بذلك يتعرف إلى خالقه ويتعرف على كم الكنوز التي أودعت في نفسه.
المصادر :
١-الذكاء العاطفي دانيال جولمان
٢-الذكاء العاطفي د. ياسر العيتي
٣-دورة د. حسن المزين
#علا_الجبوري
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

الذكاء العاطفي حل لجميع المشاكل
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة