الكاتبة:
فاتن مصطفى السامرائي
«متزوجون ولكن!»
خاتم حول أصبع اليد،
جلسة مع شيخ، موعد في محكمة، فستان أبيض، وبذلة سوداء، كل هاته تقودنا سريعاً
لفكرة "الزواج"، ذلك الترابط الأسري الذي يفترض به أن يكون روحياً قبل
أي شيء آخر.
هل يهتم الناس حقاً، بالجانب الروحي للزواج قبل الإقدام عليه أو حتى
خلاله؟
بعد أن يتم التعارف الطبيعي أثناء فترة الخطبة، يحدث تواصل روحي بين
الطرفين، أو إنه قد لا يحدث. لو ركز كل إثنين على هذا التواصل الروحي بينهما؛
لكانا أكثر سعادة مع بعضمها أو دون بعضهما الآخر. كيف ذلك؟ وهل يعني ذلك أن يكونا
متشابهين في كل شيء!، كلا بالطبع، ولكن، هنالك ما يحدث عادة بين أي شخصين يتقابلا،
عبارة عن حبل خفي يربط أحدهما بالآخر وقد لا يتكون أحياناً، ذلك هو الترابط
الروحي. يكوّن الانجذاب، الحب، التفاهم، التعلق، والتقبل وهذه هي أساسيات العلاقات.
حسناً، ربما ذلك
الحبل الخفي ليس مقبولاً عند البعض ولا يصدقون وجوده، لكنه تفسير جيد لوصف حبك
لشخص ما وتعلقك به دون غيره؛ لهذا مـنَ المهم التركيز عليه. أسمعُ كثيراً ممن
خطبوا ومن تمت خطبتهن:
"أشعر وكأنني أعرفه منذ زمن"
"إنها تفهمني جيداً، وكأنها نفسي"
"أفكارنا متشابهة، وتحدث بيننا تصادفات متطابقة"
وبعضهم العكس تماماً:
"إنه لا يفهمني، ويصر على ألا يتفهمني"
"اشعر وكأنها من عالم غير عالمي"
"ليس كما تخيلته، لكننا سنتقارب بعد الزواج وسيتغير"
آه ولكن!، لن يحدث ذلك صدقوني، فهو هو، وهي هي لن يتغيروا! لذا ركزوا
على هذا الجانب إنه مهم، إن لم يكن نصفك الثاني في فترة الخطبة فلا تتخيل أنه
سيكون كذلك مستقبلاً.
بعد الزواج...
"ظننته سيتغير، كما ظننت أنني سأتأقلم، لَـكنْ خاب ظني"
"خلتها ستكون متفهمة حينما تراني أمامها كل يوم منهمكاً بالعمل،
لكنها لم تكن"
"أُفضّل الخروج مع أصدقائي على الجلوس معها"
"لا يحب مجالستي"
وغيرها مـن الشكاوى...
كل ذلك وأكثر لأننا أهملنا دور الترابط الروحي، كانت لدينا فرصة لنخمن
ما سيحدث لاحقاً لكننا تجاهلناها، متخيلين دون استناد على حقيقة واحدة تضمن ذلك
التغيير الذي يعجبنا، فسنستحق ما سيحدث إذاً. روتينية الحياة أصبحت مسيطرة تماماً،
عمل، طعام، سرير، وأطفال. أهذا فقط ما يجمع بين الزوجين؟
إنهم متزوجون ولكن يفتقدون لروحية الزواج، تهاونوا بالحب حتى قُتل تحت
أيديهم. هذه حال أغلب المتزوجين اليوم. أعدْ آصرة الترابط الروحي بينكما، عُدْ
إليها وعودي إليه، وكأنكما تلتقيان لأول مَرة. بادري بحبه ليحبك، بادر بعشقها لتتنفسك
عشقاً هي الأخرى. لتسير الحياة، وتموت الروتينية البشعة، والشكاوى المملة، ليحيا
الحب المرهف، التفاهم، والتفهم. لتحظوا بحياة ملؤها الود. فالحياة لا تنتظر.
ولنخلق معاً أسراً سعيدة لأطفال أكثر أملاً بالمستقبل، لمجتمع سعيد.
متزوجون ولكن!
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار