احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

19‏/03‏/2018

((الزعامة وتأثيرها السياسي في نفسية الناخب العراقي))

الكاتب: شجاع محمود خلف



((الزعامة وتأثيرها السياسي في نفسية الناخب العراقي))

      إن للزعامة قوانينها، وأعرافها، وعاداتها، وتقاليدها، وتأثيرها في المجتمع وتسيير حياته سواء كانت في الجانب الإيجابي (والتي تتمثل فيما تتركه في نفوس الأفراد من أعمال باهرة غيرت نمط حياتهِ، أو في جانبها السلبي (التي تتمثل في ميل الزعامة للطائفة أو القومية التي يعتنقها هذا الزعيم من أجل الحصول على مكاسب شخصية بعيدة كل البعد عن الصفات التي وجدت من أجلها هذه الزعامة.

       الزعامة في العراق بعد عام (2003) ليست بمنئًا عن ذلك، والتي كان تأثيرها يتراوح ما بين جانبها السلبي، والإيجابي هذا يعود إلى ما عاشه من أحداث طائفية عنصرية؛ بسبب طبيعة المجتمع العراقي ذو البنية العشائرية الدينية والتي أنتجت زعامات سياسية ذات مرجعيات (دينية–عشائرية) متنوعة تصدرت المشهد السياسي وأصبحت تؤثر في نفسية الناخب، والتي وصلت إلى حدِّ التأثير في خياراتهم في انتخاب ممثليهم وهذا ما يحدث في كل فترة انتخابية، أذ تتدخل الزعمات وعن طريق وسائلها التي تملكها في توجيه أفرادها حسب ما تشاء.

      يمكننا في هذا الإطار أن نشير إلى أنواع هذه الزعامات وتأثيرها السياسي في نفسية الناخب وهي على النحو الآتي:
أولاً: الزعامة الدينية: إن للزعامات الدينية دورها المؤثر في نفوس العراقيين وتوجيه حياتهم اليومية، إذ كانت للفتاوى الدينية وخطب الجمعة والمواعظ التي تطلقها الزعامات الدينية ولا سيما الشيعية منها بعد عام (2003) في حث العراقيين على المشاركة في الاستفتاء على الدستور والمشاركة بقوة في الانتخابات، وانتخاب الأصلح فيهم  ودعوتهم  للخروج في المظاهرات ضد الفاسدين، وأخرها فتاوى الجهاد الكفائي التي كان لها تأثيراً إيجابياً على الساحة الأمنية تارة، وتارة أخرى أنتجت تيارات سياسية خرجت من رحم هذه الفتوى والتي لها تأثيراً واضحاً في  نفسية  الناخب العراقي والتي بالتأكيد ستكون محض اهتمام له.

ثانياً: الزعامة العشائرية: بما أن المجتمع العراقي ذات بنية عشائرية، فبالتأكيد ستكون هناك زعامة عشائرية تقود أفراد العشيرة وتوجههم وتوفر احتياجاتهم اليومية؛ بسبب ما تملكهُ هذه الزعامة من المال، والقوة التي تمكنها من السيطرة على أفرادها، وتقرر الزعامة من بين أفرادها بعد التشاور ترشيح أحد أبنائها للانتخابات، من ثم تعمل على دعمه مالياً وانتخابياً، وإن لم توفق في ترشيح أحدٍ من أبنائها ستلجأ إلى تحشيد أفرادها لانتخاب مرشح من عشيرة أخرى ، وفي كلتا الحالتين سيكون الانتخاب للمرشح يقوم على معايير جهوية، فئوية تستند على رابطة الدم والقرابة وليست على معايير الكفاءة والنزاهة.

ثالثاً: الزعامة السياسية: تتكون هذه الزعامة بطريقتين، أما من خلال نتاج الزعامتين التي أشرنا إليها آنفاً وهي زعامات قليلة غير مؤثرة في الساحة السياسية، أو تتكون بطريقة فردية وهذا حال أغلب الزعامات السياسية التي ظهرت على الساحة السياسية العراقية بعد عام (2003)، والتي تصدرت المشهد السياسي العراقي، وأصبحت لهذه الزعامات دوراً مؤثراً مستفيدة من طبيعة النظام السياسي العراقي ذات البعد المكوناتي، إذ تلجأ هذه الزعامات إلى المراجع الدينية، والمضافات العشائرية لحثهم على دعوة الأفراد المشاركة في الانتخابات وكسب أصواتهم، حتى وصل الحال لهذه  الزعامات أن تتحالف مالياً وسياسياً مع الزعامات العشائرية والزعامات الدينية على أساس طائفي، وهذا بطبيعة الحال سيكون لهذا التحالف تأثيراً في نفسية الناخب العراقي، وذلك بالاعتماد على الدين والعشيرة.

       تلجأ الزعامة السياسية في الفترات الانتخابية السابقة إلى الخطاب الديني (الطائفي-القومي) لتحشيد الناخب العراقي عبر تحريك مشاعره الشخصية من أجل الحصول على صوتهِ، وبالتأكيد سيكون لهذا الخطاب آذان صاغية، وهذا يعود إلى نفسية الناخب العراقي الذي لا زال متأثراً بمرجعيتهِ التقليدية (الدينية-العشائرية)، لكن الحال في انتخابات (2018) ستكون مختلفة عن سابقاتها، فمن المتوقع أن تكون نفسية الناخب العراقي مع التيارات الوطنية البعيدة عن التيارات الطائفية بحكم تحالفات زعاماته السياسية والدينية والعشائرية مع التيارات الوطنية، مما يدلل على أن الزعامة لا تزال مؤثرة في نفسية الناخب العراقي، ولا يتوقف تأثير الزعامة على الناخب فقط وإنما على المرشح كذلك، وهذا ما بدى واضحاً من خلال رفع المرشحين صورهم جنباً إلى جنب مع الزعامات في انتخابات (2010و2014).

#شجاع_محمود
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

((الزعامة وتأثيرها السياسي في نفسية الناخب العراقي))
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة