احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

16‏/12‏/2017

((الكائن العراقي وبعبع الطبيب النفسي))



الكاتب: عبد الهادي فارس



      ((الكائن العراقي وبعبع الطبيب النفسي))

        إنَّ سبر أغوار النفس البشرية لهو الموضوع الأكثر إثارة ربَّما في القرون المتأخرة، وذلك لمّا مرَّ على الإنسانِ من ويلاتِ الحروبِ والآلامِ، وأصبح لهذا العلم علماءً أكثر خبرةً من سابقيهم، بل وصار علم النفس ثقافة لدى الشعوب المتمدنة.

        الطب النفسي "Psychiatry" كما ذكر نقلاً عن العلماء: هو فرعٌ من فروعِ الطبِّ، متخصصٌ في دراسة، وتشخيص، ووقاية، وعلاج، الإضطرابات النفسية، ويشمل هذا مختلف التشوهات ذات الصلة بالمزاج، والسلوك، والإدراك والفهم.

        لكن لمَ لا تزال ثقافة الطب النفسي دخيلة على الشارع العراقي الذي لم يواجه هذه الثقافة بالقبول إلى حدِّ اللحظة؟!. قد مرَّ وقتٌ طويلٌ ونحن نشهد تلك الإضطرابات التي تبدو على أشخاصها، ونجهل ماهيتها، فهي في الغالب نتيجة لعوامل مختلفة مرتبطة بالبيئة، والنشئة، إضافة إلى التكوين الفسيولوجي للإنسان. وتختلف حدتها من إضطرابات طفيفة إلى مشاكل حقيقية من وسواس، وقلق مزمن. بعضها يتطلب علاجاً بالعقاقير الطبية، أو علاج على أيدي اخصائيين، ومرشدين حتى الوصول الى نتائج مرضية.

         للأسف الشديد نجد في مجتمعنا اليوم إنَّ العلوم الميتافيزيقيا، والخرافات من دجل، وسحر، وقراءة الطالع، وغيرها... أصبحت بمثابة الحلول المثالية لأغلب المشاكل النفسية، والإجتماعية سواء على مستوى الفرد أو العائلة ككل. فاللجوء إلى مشعوذين، أو إلى المقابر أصبح الدواء الشافي الذي ينصح به الشارع للتخلص من المشاكل والهموم.

         هذا إن كان يدلُّ على شيء؛ فإنَّما يدلَّ على قلة الوعي، والثقافة؛ بالإضافة إلى إعتبار موضوع الطبيب النفسي عبارة عن ترف و(بطر) من المريض الذي يحاول بأقصى جهده الوصول إلى حل لمشاكله النفسية، والإجتماعية.

        فإنْ حَكَّمَ الإنسان عقله وأستدلَّ ببصيرته وفطنته، خرج عن فكره التقليدي ونظرته البدائية في تحليل الامور. وكما ذكر الأب الروحي لعلم النفس سيغموند فرويد: "ليس ثمة سلطة تعلو على سلطة العقل، ولا حجة تسمو على حجته.".

       فخوف الفرد من الإزدراء، والسخرية، وإتهامه بالجنون من قبل الآخرين؛ قد حدَّ كثيراً من البوح بمشاكله النفسية وزيارة الطبيب النفسي لغرض العلاج.

        مما سبق نلاحظ ضرورة ملحة لخلق أجواء ملائمة لدراسة، وممارسة مهنة الطب النفسي بين افراد المجتمع.

        إن الفردَّ العراقي (غالباً) محيّر بطبيعته النفسية، متقلب المشاعر، متزمت الرأي لا يسهل إقناعه بجدية الخطر المحدق بمجتمعه. فزيادة مؤشر نسب الإنتحار، والعنف الأسري، والكبت النفسي، بالإضافة إلى الإرتفاع في حالات الطلاق، كلها دلائل واضحة على مدى خطورة الامر.

          إنَّ هذا الموضوع يتطلب وقفة جادة من المثقفين، والصحفيين، إضافة إلى الشباب، ووسائل الإعلام المرئي، والمسموع لزيادة الوعي لدى العامة لغرض تفادي أزمات وكوارث محتملة قد تؤدي بالشارع العراقي إلى الهلاك والسقوط في دوامة من الجهل لا نهاية لها.

         التكاتف والتعاون لا بدَّ منه في هذه الفترة الحرجة من التاريخ؛ عسى أن نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

#عبد_الهادي_فارس

نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل: عبد الهادي فارس.
الولادة ومحلها: (1996م) بغداد.
التحصيل الدراسي: طالب مرحلة رابعة/ هندسة الطائرات/ جامعة بغداد.
الحالة الإجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: بغداد.




إقرأ أيضا

((الكائن العراقي وبعبع الطبيب النفسي))
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة