احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

10‏/02‏/2018

لست تخلفاً عقلياً .... أنا خلل جيني -التوحد-


الكاتبة: فاتن مصطفى السامرائي


            "لست تخلفاً عقلياً .... أنا خلل جيني -التوحد-"

        التوحد هو اضطراب في النمو يعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها، يسمى المرض بـ«الذاتوية Autism» نتيجة حدوثه بسبب إضرابات في الطيف الذاتوي (ASD)، تختلف خطورة المرض من حالة إلى أخرى؛ لكن جميع الاضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل في الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.

        يعتقد الكثيرون بأنَّ التوحد هو نوع من أنواع الانعزال الاجتماعي، أو (تخلف عقلي)!، وهذه الفكرة خاطئة نتجت من قلة المعلومات المتوفرة عن هذا المرض في بلادنا. يظهر «الأوتيزم Autism» (التوحد) في السنوات الأولى من عمر الطفل نتيجة وجود جينات وراثية تظهر قابلية للإصابة بالتوحد، هناك دور للبيئة في تطور التوحد كالتعرض لبعض المواد الكيميائية، وكذلك بعض لقاحات الأطفال، بالإضافة إلى مشاكل طبية تؤثر على الدماغ، ولم يثبت إلى الآن تأثير العوامل النفسية التي يمر بها الطفل خلال مراحل نموه في إصابته بالتوحد، قد يبدأ التوحد عند تشكيل الجنين في الرحم، وذلك نسبة إلى دراسةٍ حديثةٍ عندما قام الباحثون بإجراء فحوصات للجزء الخارجي من الدماغ أي ما يعرف بالقشرة المخية، وذلك لرؤية كيفية تشكيلها لطبقات الدماغ.

        أوجد الباحثون تطورات غير طبيعية في هذه العملية لدى (90%) من الأطفال المصابين بالتوحد الذين اختبرت أنسجة مأخوذة من أدمغتهم من الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة عشر عاماً كما قال الباحثون أن التغيرات التي لاحظوها كانت في المناطق المتعلقة بالتواصل الاجتماعي، العاطفي، واللغوي.

        أشار فريق البحث إلى أن طبيعة هذه التغيرات التي تحدث في الدماغ تفسر تحسن بعض حالات الأطفال الصغار المصابين بالتوحد إذ ما تلقوا علاجاً مبكراً.
أعراض التوحد:

1- تراجع في النمو.
2- غياب القدرة في التأشير على الأشياء كدليل اهتمام الطفل بشيء ما.
3- ردات فعل غير طبيعية على المحفزات الحسية في بيئة الطفل.
4- عدم الابتسام عند رؤية الوالدين، أو الأشخاص المعروفين لدى الطفل.
5- غياب ردات الفعل المعتادة تجاه الألم.
6- التأخر في النطق.

تبدأ هذه الأعراض بالظهور قبل سن الثالثة، ومن المهم إجراء فحص دوري للرضع والأطفال، لأنه يسمح بالتشخيص والعلاج المبكر، ويفترض أيضاً فحص الأخوة الأشقاء عند التأكد من وجود المرض؛ إذ تزداد احتمالية إصابة الأخوة الأشقاء إلى الضعف في حال كون أحد الأشقاء مصابا به.

       تقدر النسب العالمية للإصابة بالتوحد حوالي شخص واحد لكل ألف شخص كما إنَّ نسبة الذكور المصابين بالتوحد تفوق نسبة الإناث بضعفين إلى خمسة أضعاف.
من المهم التركيز على دور الأهل والمجتمع في تقبل مرض التوحد، وتوفير البيئة المناسبة لأطفال التوحد ومعالجتهم، حيث أن علاج التوحد يضم:

1- العلاج الدوائي: الذي يلجأ فيه الطبيب إلى استعمال بعض العلاجات الدوائية للسيطرة على بعض الأعراض المترافقة مع التوحد، كالاكتئاب والقلق وفرط النشاط والسلوك القهري، وهنا تبرز أهمية التشخيص المبكر للمرض.

2- العلاج النفسي: تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الأهل في دعم طفلهم المصاب بالتوحد وتوفير بيئة أسرية مناسبة وداعمة للطفل من خلال تقبل حالته ومساعدته في إيجاد مواهبه وتنميتها، كما توجد مراكز خاصة تهتم بأطفال التوحد، وقد أثبتت فاعليتها مع العلاج الدوائي في تحسين حالات كثيرة من أطفال التوحد، وكذا الأمر بالنسبة للمجتمع. إذ أن الدعم الأسري والمجتمعي لأطفال التوحد يساعد في:

1- التفاعل بسلاسة مع المجتمع.
2- تغيير النظرة المجتمعية لهذه الفئة برعايتهم وتسهيل دمجهم اجتماعياً.
3- تعزيز ثقتهم في ذواتهم.
4- تحسين النطق لديهم.
تقبلنا لهذه الفئة ومساهمتنا في الحد من تفاقم حالات أطفال التوحد، دليل على مجتمع مثقف.
إذ نحتاج لبذل جهوداً متعددة في سبيل دعم وتأهيل أطفال التوحد من خلال إنشاء مؤسسات متخصصة بهذه الفئة؛ كي تحتضن أطفال التوحد. إنَّ عمل هذه المؤسسات والجمعيات هو:
1- تقديم برامج تعليمية مصممة خصيصا لهؤلاء الأطفال.
2- توفير بيئة دعم لهذه الفئة.
3- مساعدتهم في مجالات النطق والطب النفسي.
4- مساعدة الأهل في الكيفية الصحيحة للتعامل مع أطفال التوحد.

       نحن كأفراد نستطيع بدورنا مساعدة أطفال التوحد معنوياً، أو مادياً، وذلك من خلال زيارتهم؛ إذ أن هذا الجانب المعنوي يساعد في تحسين علاقات هؤلاء الأطفال بالمجتمع، ومن جانب آخر نعرف مسؤولياتنا تجاه مختلف فئات المجتمع من الذين يحتاجون رعاية خاصة كونهم جزءً لا يتجزأ من مجتمعنا، وكذا من الممكن تقديم الدعم المادي ولو كان بسيطاً؛ إذ إنه يعزز روح التعاون في المجتمع أولاً...، وإنه يخدم المؤسسات الخاصة برعاية أطفال التوحد من أجل تقديم خدمات أفضل؛ ذلك أن اغلب هذه المؤسسات نجدها أكاديميات أهلية !، أو تطوعية !، وهنا نظهر تهاون حكوماتنا من جانب هذا الموضوع ، وعدم تخصيص حيز مالي وإن كان بسيطاً لتأسيس مدارس خاصة للمصابين بالتوحد، عدم إعارة الدولة أيَّة أهمية لخطوة كهذه تعد شيئا مؤسفا... ، فلو كان هناك مؤسسة حكومية واحدة في كل مدينة من مدننا لأحدث فرقاً ربما لا ندركه بسبب غياب تسليط الضوء عن هذا الموضوع، فطفل التوحد ليس "متخلفاً عقلياً" وأثبتت هذه النظرية بالتجربة عن طريق الكثير من المؤسسات التي تختص بتعليم، وتطوير، وعلاج أطفال التوحد، والتي ساهمت في تحسين كثير من الحالات وهي في تزايد مستمر يصل إلى الشفاء بسبب التطور السريع للعلم، والذي نرجو أن نواكبه من خلال اتجاه حكومتنا نحو الاهتمام بهذه الحالات، وكذا من خلال اهتمامنا نحن كأفراد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ http://www.bbc.com/…/2…/03/140327_autism_starts_before_birth

نبذة بسيطة عن الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: فاتن مصطفى كامل السامرائي.
الولادة ومحلها: (1995م) / العراق/ محافظة صلاح الدين/ مدينة تكريت.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس تربية كيمياء/ جامعة سامراء.
الحالة الاجتماعية: غير متزوجة.

إقرأ أيضا

لست تخلفاً عقلياً .... أنا خلل جيني -التوحد-
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة