الكاتب: أحمد فائق
السالم
((مواقع التواصل الاجتماعي بين السلبي
والإيجابي))
أضحت "مواقع التواصل الاجتماعي" مثل الفيسبوك وتوتير... وغيرها، تعرف بالإعلام الاجتماعي
الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار على الساحة، وقد كان في
بدايته مجتمعاً افتراضياً على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن تحول من أداة إعلامية
نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجابتهم.
في دراسة للدكتور (حسني
عوض) الأستاذ المساعد في جامعة القدس المفتوحة، إذ هدفت الدراسة إلى فحص أثر
مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمعات، تعد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت،
من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات، ورغم أنَّ هذه المواقع أنشئت للتواصل بين
الأفراد، فإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة
بالأحداث السياسية، وقد أصبحت هذه المواقع من المؤسسات المهمة التي تلعب دوراً
مهماً في إنشاء عادات، وسلوكيات صحيحة، وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي؛
وبناءً على ذلك فقد أصبحت هذه الوسائل فرصاً للتعلم والقيام بمسؤولياتهم
الاجتماعية المناطة لهم داخل المجتمع، ولذلك كان من الضروري القيام بالبحث عن
كيفية تنمية قدرات الشباب وتوجيه استخدامهم لهذه المواقع من خلال الأنشطة والبرامج
المختلفة، التي يمكن أن توفرها هذه المواقع، ويمكن تحديد هذه الدراسة في ضوء
الاعتبارات التالية:
1- يستمد هذا الموضوع أهميته من طبيعة فئة الشباب داخل المجتمع ودوره، فهذه الفئة تعد طاقة بشرية مهمة ومؤثرة في كيان المجتمع، وتحتاج منا العناية والمحافظة لتأمين مستقبلها ومستقبل المجتمع.
1- يستمد هذا الموضوع أهميته من طبيعة فئة الشباب داخل المجتمع ودوره، فهذه الفئة تعد طاقة بشرية مهمة ومؤثرة في كيان المجتمع، وتحتاج منا العناية والمحافظة لتأمين مستقبلها ومستقبل المجتمع.
2- الوقوف على بعض الجوانب، والنقاط المهمة والمؤثرة في مواقع التواصل
الاجتماعي، وعلاقتها بالمسؤولية الاجتماعية لدى فئة الشباب.
3- تمهيد الطريق أمام إجراء عدد من الدراسات التي تناولت الموضوعات
المماثلة لموضوعنا هذا بصورة علمية وشاملة والتي تضيف المزيد من المتغيرات المؤثرة
في هذه الدراسة.
في عصر الصورة
والتكنولوجيا الحديثة احتلت مواقع التواصل الاجتماعي الحيز الأكبر بشكل عام وموقع
اليوتيوب بشكل خاص؛ مما جعلها المواقع الأكثر تأثيراً وما أحدثته من تغيير في
التواصل الاجتماعي، للصورة الصدى الأكبر إذ أنها تخاطب الحواس، مما يجعلها أكثر
فاعلية على الواقع، وكثيراً ما نشاهد نفوذاً لهذه المواقع على الساحة وما تحدثه من
تغيير جذري في العديد من المجتمعات. في أمريكا أثبتت دراسات عام(٢٠١٢م) أجرتها
وكالة (Gallup): أن الأمريكيين ومنهم (١٩٠٠٠) أمريكي
نسبة(٥٤٪) منهم أن وسائل التواصل الاجتماعي تترك آثاراً سلبيةً بسبب الأخبار
الكاذبة، إذ أفاد أنّ(٥٣٪) غير راضين عن الطريقة التي يستخدم فيها السياسيون هذه
الوسيلة وكيف يستخدمونها للتواصل مع الجمهور، كما إنَّ نسبةً كبيرةً من الأمريكيين
يعتقدون أن هذه الوسائل تنشر أخباراً زائفةً بسبب تمكن أي شخص من النشر فيها دون
وجود رقابة لصحة ما ينشر فيها. وأشارت
دراسة حديثة نشرتها قناة (DW) الفضائية أنّ الأطفال
يتعرضون لخطر عاطفي كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها، كما أشارت
الدراسة أنهم أصبحوا مدمنين على خاصية الإعجاب على المنشورات والصور الخاصة بمواقع
التواصل، خصوصاً المواضيع غير الأخلاقية، والكاذبة التي تؤدي بهذه الشريحة التي هي
ما زالت في مقتبل العمر من ترسيخ مبدأ الخطأ في عقولهم، وأفادت الدراسة كذلك إنها
تزيد من شعورهم بالقلق في حال متابعتهم للمشاهير، أذ أنها قد تقوض نظرة الأطفال
لأنفسهم، وقالت المشرفة على الدراسة ومفوضة شؤون الطفولة في إنجلترا «آن
لونغفيلد» بينما توفر هذه الوسائل بعض الفوائد العظيمة للأطفال على حدٍّ سواء،
خصوصاً عندما يقبلون على السابعة من العمر، وأضافت «آن
لونغفليد»: "أنها قلقة من
الأطفال الذين يستهلون دراستهم في المدراس وهم لا يملكون الأدوات الكافية للتعامل
مع مطالب التواصل الاجتماعي السريعة وأنه لا يوجد رادع لمنعهم تحت سن الثالثة عشر
من استخدام هذه المنصة". كما أكد «تشاماث
باليهابتيا» نائب الرئيس السابق لشؤون المستخدمين بشركة فيسبوك: "إن منصات
التواصل مثل الفيسبوك، توتير، يوتيوب، واتساب...، وغيرها رغم أنها أصبحت تزيد
وبشكل كبيراً من حجم التواصل بين الأقارب والأصدقاء سواء في الداخل أو الخارج وما
تركته من أثر إيجابي لمعرفة ما هو مُبهم، إلّا أنَّها في نفس الوقت لها تأثيراً
عكسياً". وأعرب «باليهابتيا» على هامش مناسبة أجريت في (كلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد)
من قلقه حول هذه المنصات خصوصاً لمن يستخدمها بالشكل الخاطئ، كما أصبحت هذه
الوسائل أدوات تمزق النسيج الاجتماعي، وبحسب موقع (The verge) المعني بتأثير التكنولوجيا على الإنسان حيث استشهد «باليهابتيا»
بالرسالة المزيفة على الواتساب في الهند في مايو عام(٢٠١٧م) التي أدت إلى مقتل
سبعة أشخاص أبرياء بجريمة بشعة جداً. كما إنَّ دراسات أجنبية أجراها «سوليفان
وبرادايس» عام(٢٠١٢م)، وهدفت الدراسة إلى فهم تقدير الشباب للآثار السلبية على
أنفسهم وعلى غيرهم جراء استخدامهم للفيسبوك بصورة مفرطة جدًا، وتكونت عينة الدراسة
من(٣٥٧) طالباً جامعياً من شمال الولايات المتحدة الأمريكية ولتحقيق أهداف
الدراسة، تم إعداد مقابلة اشتملت على مجموعة من الأسئلة حول استخدامهم للفيسبوك
وآثاره السلبية عليهم، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن(٦٤٪) من المشاركين يستخدمون
الفيسبوك سبعة أيام في الأسبوع، وأن متوسط مرات دخول المشتركين إلى الفيسبوك
هو(٢.٧٦) مرة يومياً ولمدة(٣٥.٠٦) دقيقة، وأن أفراد العينة تقريباً(٣٧.٤٤) شخصاً
هم أصدقاء لهم، وأن (٨٤٪) يعرفونهم من خلال الحياة الواقعية، و(٢٧.٠٥) هي عبارة
عن طلبات صداقة من الغرباء، كما أشار المشاركون إلى أنَّ الإدمان على الفيسبوك
يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، واستخدامه بطريقة معتدلة يؤدي إلى مستويات جيدة من التوافق
النفسي والاجتماعي. فاستخدام هذه المنصات بصورتها الصحيحة وغير المفرطة تجنباً لآثارها
السلبية المترتبة حسب الدراسات أعلاه، مع مراعاة خطورة هذه المنصة جدًا، وما يترتب
عليها من مخاطر في الجسد إذا تعدت استخداماتها بصورة كبيرة، وباتت تستخدم هذه
الوسائل لهدم المجتمعات، لذلك نشاهد الدراسات الحديثة التي بدأت تستشهد بعدة
اختبارات لمعرفة مدى الخطر المترتب على الاستخدام المفرط لهذه الوسائل.
المصادر:
نبذة
مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس إدارة واقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس إدارة واقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
الحالة الاجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: بصرة.
مواقع التواصل الاجتماعي بين السلبي والإيجابي
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار