احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

13‏/01‏/2018

أحزاب العراق... تكاثر المتوالية الهندسية



الكاتب: مروان عدنان



((أحزاب العراق... تكاثر المتوالية الهندسية))

        عقب انهيار نظام صدام حسين، ونشوء العملية السياسية الجديدة القائمة على تعددية الأحزاب بدلاً عن الحزب الواحد كما كان عليه الحال مع حزب البعث، وحرص الجانب الأمريكي الذي كان الراعي الرسمي لهذه العملية على مشاركة كل أقلية- ولو بفردٍ واحد- يشكل حزباً تجهل اسمه أحياناً، أو تعرفه من خلال الشخصية نفسها لا من خلال أسم الحزب المغمور؛ حتى إن هذا الحرص كان ولا يزال هو المانع الأقوى بوجه مطامح الآخرين بتشكيل حكومة أغلبية سياسية.

        صارت كثرة الأحزاب، والتشكيلات السريعة مثار سخرية الشارع العراقي الذي تندر كثيراً بنكت تختزنها الذاكرة العراقية من قبيل: "لم يبقَ إلّا أن يظهر حزب الديك"، أو مقارنة الشاعر الشعبي بين عدد الجدران الذي لا يكفي لشعارات الأحزاب الكثيرة، أو يذهب البعض إلى القول أنَّ الولايات المتحدة نفسها يتنافس حزبان فقط على إدارتها. وبالفعل في الأيام الأولى للاحتلال قرأ العراقيون على جدران في بغداد شعارات تخصّ "الحزب الأخضر" التابع لعراقي يحمل الجنسية السويدية عادَ بعد مدة قليلة إلى بلد الجنسية بعد فشل التجربة التي استوردها.

      اليوم ومع بدء العدّ التنازلي للانتخابات تتناسل الأحزاب بشكل مذهل، وتطالعك مؤتمرات صحفية لإعلان أحزاب جديدة أعدّت أنظمتها وغرفتها السياسية بالسرعة التي تناسب إدراك الانتخابات قبل فواتها في بلد يضع المختصون على عمليته السياسية مؤشرات خلل هائلة تمنح مفوضية الانتخابات رخصاً لتأسيس هذه الأحزاب في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل السياسي حول بنية المفوضية نفسها وضرورة إعادة النظر فيها.

      أغلب المؤسسين للأحزاب التي تعلن عنها المفوضية على شكل دفعات (ثمانية أحزاب، أو أكثر في كل إعلان) هم نوابٌ حاليون بل إنَّ بعضُهم حلفاء داخل قائمة واحدة يشير المراقبون إلى كون ذلك تكتيكاً وبأسلوبٍ قديم جديد لدخول الانتخابات من قبل بعض الجهات بأكثر من عنوان، غير أنّ هذا مستبعد لوجود تنافس علني (غير شريف) أحياناً يفصح عن تقاطعات كبيرة ومطامح وليدة للظفر بالزعامة والمكاسب المادية بالدرجة الأساس. إذ صار معروفاً إنّ الدائرة الاقتصادية هي أهم ما في الهياكل التنظيمية للأحزاب اليوم بعد أن كان أهم ما فيها في السابق مكاتبها الثقافية أو السياسية، فمن خلال الدائرة الاقتصادية تعقد الصفقات، وتؤخذ العمولات، وتباع وتشترى المناصب في الدولة، إلّا أنّ تكاثر الأحزاب على شكل متوالية هندسية (8،4،2،1...) لم يعد يتناسب مع زيادة المال، أو نمو الاقتصاد على شكل متوالية عددية بطيئة، أو هو متوقف عن النمو أصلاً. فلا يعرفُ كيف سيلبي الشعب وخزينته متطلبات فتح أحزاب جديدة وما يتبعها مما يعين "الزعماء" على خدمة الملايين التي ترزح تحت خطّ الفقر، أو تنام في المخيمات بعد أن نزحت عن مدنها المنكوبة وفقدت أرزاقها!؟.

        الأحزاب الجديدة اليوم ليست أكثر من بديلٍ حركي للكتل السياسية والقوائم الانتخابية السابقة، فعلى الأرجح وبدافع الزعامة والتصدر ترك الكثيرون من أبناء القائمة الواحدة قوائمهم وشكلوا أحزاباً جديدة ليكونوا هم الزعماء لها بدلَ البقاء كأعضاء داخل تلك القوائم.

       الأحزاب الجديدة لا تحمل أيّ جديدٍ على صعيد الفكرة، أو الهدف؛ فهم محاطون بمجتمعٍ يَمجَّهُم ويرفض وصايتهم ويطالب بوجوهٍ جديدةٍ بالمجمل، وليس بنفس الوجوه ولكن من خلال يافطات تدعي المدنية، والديمقراطية، والسلام، والنزاهة، وغيرها من الشعارات التي فقدت معناها على مدى السنوات الماضية. بل إن مؤسسيها أنفسهم يعلمون حجمهم وعدم قدرتهم على تجاوز الأحزاب الرئيسية وأنهم ليسوا أكثر من تجمعات مرحلية لن يكتب لها البقاء بعد أن تختم صحف الانتخابات؛ إذ هكذا تقول تجارب أحزاب عرفها الشارع في انتخابات عام (2010م)، أو انتخابات عام (2014م)، حيث أطفأت أنوارها بهدوء وأغلقت مكاتبها المستأجرة بعد أن انتهى الإنفاق بانتهاء أمد الانتخابات.

#مروان_عدنان
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

نبذة بسيطة عن الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: مروان عدنان.
الولادة ومحلها: (1985م)/ العراق/ العاصمة بغداد.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس تقنيات معلوماتية/ الكلية التقنية الإدارية/ بغداد.
الحالة الاجتماعية: متزوج.
السكن الحالي: بغداد.

إقرأ أيضا

أحزاب العراق... تكاثر المتوالية الهندسية
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة