احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

31‏/03‏/2018

"هل فعلاً سبق المسلمون كولومبوس إلى اكتشاف أميركا؟"

مقالة مرجمة حرفياً من موقع الغارديان البريطاني بواسطة المترجم/ عبد الهادي فارس




"هل فعلاً سبق المسلمون كولومبوس إلى اكتشاف أميركا؟"

        أشار الرئيس التركي في تصريح سابق: إلى أن البحارة المسلمين قد وصلوا إلى القارة في عام (1178م)، ولكن ماذا عن الفايكنغ، الباسك، البريستليون، الروس، والصينيين…؟
في عام (1492م) ضَلّ كريستوفر كولومبوس طريقه، فاتبع بعض الطيور؛ لينتهي به الأمر في بعض الجزر اللواتي لم يرهن من قبل، فتوصل إلى خطة؛ لكي يستعبد بعض من الناس الذين كانوا هناك. ثم عاد إلى الوطن وقام بادعاء، تم التنازع عليه فيما بعد من قبل الفايكنغ، والبريستليون بالإضافة إلى الرئيس التركي، حيث أعلن كريستوفر اكتشاف أمريكا.

     إن فكرة اكتشاف أي مجموعة لقارة عظمى، مأهولة بآلاف السكان الأصليين، لما يقارب (10 ألاف عام) كانت دوماً مثيرة للسخرية، لكن هذا لم يمنع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" حيث صرح في اجتماع في إسطنبول للقادة المسلمين من أميركا اللاتينية: إن المسلمين على الأرجح قد اكتشفوا أميركا قبل كولومبوس، وأضاف: أن "البحارة المسلمون وصلوا إلى القارة الأميركية قبل كولومبوس ب(314) عام وتحديداً في عام (1178م).
واتبع ذلك بقوله: "في مذكراته، كريستوفر كولومبوس ذكر وجود مسجد في أعلى هضبة على ساحل كوبا". وأضاف أنه يرغب برؤية ذلك المسجد في أعلى الهضبة، لكنه لم يذكر ما رأي الكوبيين في هذا الصدد.
ذلك "المسجد" في مذكرات كولومبوس كان بصورة شبه مؤكدة محض استعارة: إذ رأى كريس قطعة جغرافية لا تُنسى وواسعة إلى حد لا يوصف، فالتلاعب بعبارة كهذه خلال عصر النهضة، قد أثار شيء عظيم وغريب. وكان كولومبوس رجلاً يحب الزخرفة.
لا يوجد أي دليل أثري على الإسلام في أميركا قبل مجيء كولومبوس، وإضافة إلى ذلك قد أخبر مؤرخو القرن العاشر قصة الملاح المسلم الذي عاد من الغرب (منطقة غير معروفة) محملاً بكنوز مدهشة، مع خريطة تبين خط عريض غير واضح للساحل الغربي، محاطاً بالضباب. والقصة لا تعني أن التجار المسلمين قد سبقوا كولومبوس فعلاً.
إذ بين "ايشان ثارور" أن أردوغان قد أشار على الأغلب إلى عمل أحد الأشخاص المثيرين للجدل، و المتوسطين تعليمياً، ألّا وهو (يوسف مروة) الذي أخذ (المسجد) حرفياً واقترح أن كلمات السكان الأصليين لها تعليل لفظي في اللغة العربية.
عادةً، فأن الفايكنغ هم من يلقبون بـ "أوائل العالم القديم" الذين وصلوا للسواحل الغربية. ايريك الأحمر، ووالده اللذان نفيا من آيسلاندا، والنرويج على التوالي؛ لجرائم قتل، وصلوا إلى غرينلاند.
في عام (985م) أخذ ايريك ما يقارب (500) شخص، بالإضافة إلى مؤن، و حيوانات المزارع؛ ليسكن غرينلاند. وعاد ابنه "ليف ايريكسون" بعدها بعدة أعوام؛ حين ضمت المنطقة ما يقارب (1000) شخص.
وقد قص الفايكنغ ملحمةً عن مغامرات (ليف ايريكسون) باتجاه الغرب. لكن لم يكتشف عالمو الآثار أي دليل حتى عام (1960م) حيث وجدوا قاعات، وبيوت للجفت. بالإضافة إلى أجزاء حديدية لفايكنغ القرن الحادي عشر في (لانسا ميدوز و بافن ايلاند) في كندا.
لكن الفايكنغ، ربما لم يكونوا الوحيدين من أوروبا الذين أبحروا غرباً، حيث وجد عالمو آثار أدلة على أن الباسكيين؛ قد وصلوا إلى المنطقة التي أسماها الفايكنغ (فينلاند)؛ من خلال مطاردتهم للحيتان، وسمك القد.
وقد أشار الصحفي (مارك كورلانسكي) في كتابه (سمك القد) أن الباسكيين يبدون ملمين بكل مواقع سمك القد السرية. وعرفوا كيفية تمليحها، وخزنها؛ مما يعني أنهم قد سافروا مسافات بعيدة. ففي عام (1535م) عندما (اكتشف) (جايكس كارتر) مصب نهر (ساينت لورينس) وجد (1000) قارب صيد باسكي في الماء مملوءة بسمك القد.
لم يستطع البريستليون كذلك؛ من منع قفازاتهم عن السمك، حيث فصل (كورلانسكي) كيف أن في عام (1480م): رأى صياد من بريستل الباسكيين وهم يجلبون سمك القد المجفف مسبقاً وهذا الذي لم يكن بقدورهم فعله على السفن.
وقد نظم مسؤول وتاجر إنجليزي بعثة إلى الغرب للبحث عن جزيرة تدعى: (هاي-براسيل) والتي ظنوا أنها قد تقدم قاعدة صيد مربحة. لم يصرح الرجال بما وجدوه أبداً (إن كان هناك) لكنهم بدأوا بالرجوع ومعهم السمك.
في عام (1950م)، ظهرت رسالة كتبت بتاريخ (1497م) في الأرشيف الوطني الإسباني، من تاجر إنجليزي إلى (السيد الأميرال العظيم) –من المحتمل كولومبوس:
"الخليج للأرض المذكورة سلفاً قد تم اكتشافه في أوقات مضت من قبل شعب بريستل ويعتقد أنه كان هنالك جزيرة كما تعلم حضرتك مسبقاً".
(كورلانسكي) كتب ذلك؛ لغاية دعائية محضة. لا الباسكيون ولا البريستليون أرادا الاستيطان وربما دخلا أرض أميركا الشمالية قبل كولومبوس.
يدعي الروس كذلك في بعض الأحيان: أنهم وصلوا إلى أميركا أولاً، آخذين الثناء الغير مستحق للهجرة التي حدثت خلال العصر الجليدي الأخير قبل (10000 عام)؛ عندما عبر السيبيريون، والآسيويون مضيق بيرنغ بدون أي لمحة عن روسيا في عقولهم.
هذه النسخة من التاريخ –هجرة العصر الجليدي الذي أتبعه انتشار نحو الجنوب- قد كان مقبولاً لأمد بعيد حتى وجدت بعض الأدلة التي عقدته في تكساس-فلوريدا وتشيلي. وضعت جميع الناس في كل مكان في الأميركيتين؛ خلال السنين التي يُعتقد فيها أن القبائل قد عبرت فيها المضيق.
بعض المجاميع، قد تكون أبحرت من بولينيزيا إلى أميركا الجنوبية. أو ربما من جنوب فرنسا وشمال إسبانيا إلى الساحل الشرقي الأمريكي الحالي. يصبح الموضوع مثيراً جداً للجدل وقد يعود إلى أكثر من (20000 عام).
الكثير من الأشخاص ذوي العقول قليلة التجربة، يريدون المطالبة بالتاريخ اليوم بصورة رجعية.
بعض العلماء المهمشين، يقترحون أن الحضارة القبل-كولومبية "بنيت أسسها على أيدي الأفارق" داعمين النظرية بعلم السموم للمومياء المصرية. وادعى مؤسس المورمونية في القرن التاسع عشر: أن الأمريكيون ينحدرون من الإسرائيليين الذين وصلوا في عام (600 ق.م) ومن ضمنهم الملعون ب"جلد السواد" ،كولومبوس بنفسه، استخدم "حكاية رحلة القديس بريندن إلى الغرب "ليحاجج من أجل رحلة إلى الأطلسي، والتي أراد الجميع المشاركة فيها.
لكن من الغريب؛ أن الرجل الذي يرتبط اسمه دائماً بالمكان، لا يدخل النقاش إلا نادراً. الإيطالي (اميرغو فيسبوتشي)، قائد الملاحة الإسبانية، سافر جنوباً على طول ساحل أميركا الجنوبية؛ على أمل العثور على طريق لآسيا. وعين كلا الساحل، والنجوم على طول طريقه؛ مكتشفً أن الخرائط تختلف جذرياً عن آسيا. حيث أثبت للأوربيين، أن القارة يجب أن تكون كتلة أرضية ضخمة، منفصلة.  ومع هذا العرض يبدو أنه قد ربح الحرب حتماً؛ لاكتشاف أميركا الاسمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالة مترجمة بواسطة المترجم (عبد الهادي فارس) عن صحيفة الغارديان البريطانية للكاتب (آلان يوهاس).

المصدر:

#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

"هل فعلاً سبق المسلمون كولومبوس إلى اكتشاف أميركا؟"
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة