الكاتب:
أحمد فائق السالم
((القلق النفسي))
يَعُد القلق النفسي أحد أسباب
التأثر بحالة خطرة فعلية ربما قد تحدث! إذ يتأثر الإنسان عادة بالشعور الذي ينتابهُ
في لحظات، أما سعادة أو حزن، وبالطبع يشكل لديهِ الكثير من الاضطرابات في حالتهِ
النفسية من مؤثرات خارجية كثيرة، كالقلق، والإرهاق، الأرق، الاختناق، كما يشكل
تفكيرك بأمور قد تخطر على بالك، وخوفك الكبير من حدوثها في حياتك حالة نفسية، تدفع
ثمنها صحتك.
لخصت دِراسة نرويجية طبية لدى
باحثين عرضتها قناة BBC الفضائية، إلى أن القلق الشديد على الصحة قد يقود إلى خطر الإصابة
بأمراض القلب، إذ درس باحثون من النرويج أن(٧٠٠٠) شخص خضعوا لمراقبة القلق لديهم
على مدى عقد على الأقل، وأشارت الدراسة أن القلق العام يشكل خطراً على الفرد، لذا
يوصي خبراء في الصحة أن كل شخص يشعر بالقلق عليه أن يخبر طبيبه، وولد المشاركون في
هذه الدراسة ما بين(١٩٥٣-١٩٥٧م) في النرويج، وأكملوا استمارات تتعلق بالصحة وفق
نمط الحياة المُتبع، والمستوى التعليمي، إضافة إلى الخضوع إلى إجراءات فحص الدم،
وقياس الوزن، واستخدم الباحثون مقياساً محدداً يسمى مؤشر "ويتلي" لتقييم
مستويات القلق عِند المعنيين بالأمر، وخلال مدة المراقبة الصحية، تبين أنه
عانى(٢٣٤) شخصاً (٣.٣٪) من مجموع(٧٠٠٠) شخص من الجلطة القلبية أو الذبحة الصدرية،
وعندما يتم أخذ المخاطر الصحية بالاعتبار، فإن نسبة الأشخاص الذين يستسلمون لأمراض
القلب أكثر من(٦٪) كانت أعلى بمرتين في صفوف(٧١٠) أشخاص اعتبروا أنهم يعانون من
القلق الصحي.
من الحقائق المروعة أن نصف
الأسر في مستشفياتنا، يشغلها أناس أثقلهم الإرهاق النفسي والعصبي، أناس ناءوا بعبئهم
الثقيل من الماضي المتراكم والمستقبل المخيف، كل هذهِ العوامل شكلت قلقاً نفسياً
لدى حامليها. لقد كان في وسع الكثيرين من هؤلاء أن يهرعوا إلى شوارع المدينة
سُعداء، مَرحين، ناجحين في حياتهم، أنا و أنتَ الآن نقف في طريقين أبديين، لا بد
من ترك الماضي وكل سلبياتهِ والتفكير أو حتى محاولة التفكير بطريقة جديدة إيجابية
أكثر، تُخلصنا من هذا الواقع المرير، مثلاً: تصفح كتاباً، أخرج مع الأهل أو
الأقارب بنزهة، الابتعاد عن المحبطين والسلبيين، فالماضي الفسيح ولى بغير رَجعة،
والمستقبل المجهول يربط على عقولنا ويطاردنا بكل لحظة، ولسنا قادرين على العيش ولو
بمقدار جزء من الثانية في هذين الطريقين، فإذا حاولنا ذلك لم نستطع إلّا تحطيم
أجسامنا وعقولنا، لذا دعنا نرضى بالعيش في الزمن الحاضر الذي لا يمكن أن نعيشَ
إلّا فيه، دعنا نعيش اليوم إلى أن يحين وقت النوم.
التفكير، والإحباط هو أحد
الركائز الأساسية للقلق النفسي، كذلك النفس البشرية قد تتأثر بفعل العوامل
الخارجية إن كان العقل أنشغل بِها وقد تسبب له عِدة أمراض، كما أن القلق قد يسبب
ألم في الأسنان، قال الدكتور(وليم ماك كونيل) في آخر خطاب ألقاه أمام الجمعية
الأمريكية لطب الأسنان، إن الانفعالات التي يسببها القلق، والخوف، والنزاع الدائم،
قد تصيب ميزان الكالسيوم في الجسم باختلال ينشأ عنه ألم في الأسنان وتلفٌ، وتحدّث
الدكتور عن رجل كانت أسنانه سليمة إلى أن ساوره القلق على زوجته التي أصابها مرض
فجائي، وقد أضطر الرجل في الثلاثة أسابيع التي قضتها زوجته في المستشفى إلى قلع
سبع أسنان، ونرى أن عدد الأطباء الذي يموتون بالسكتة القلبية يفوق عشرين مرة عددهم
للمزارعين الذي يموتون بالسكتة للسبب نفسهُ، بسبب أن الأطباء يعيشون حالة من
التوتر ويدفعون الثمن، وفي هذا يقول العالم النفساني(وليم جيمس) أن الله يغفر لنا
أخطائنا لكن الجهاز العصبي لا يغفرها قط*.
إن الترفيه يؤدي إلى
الاسترخاء، ولكي ترفه عن نفسك اتبع ما يأتي: ثق بالله واعتمد عليه، أعطِ بدنك قسطه
من النوم، استمتع بالموسيقى، أنظر إلى الجانب البهيج للحياة، وثق بعد هذا أن الصحة
والسعادة نصيبك**، الحياة تستحق أن نعيشها بعيداً عن ضوضاء العالم الخارجي، وأن
نجرب لحظات أن نفصل بين مكان العمل والبيت فلكل مكان تفكيره الخاص، وحتى لا يعكس
روتين العمل على راحة البيت والجلوس مع الأهل ومبادلتهم الابتسامة والحديث الجميل،
فلا ذنب لِأحد أن يدفع ثمن بؤسك في عمل معين، ليدفع ثمنهُ أقرب الناس إليك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
١- http://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-37874813
٢- كتاب دع القلق وأبدأ الحياة: ديل كارنيجي؛ ص٥٥-٥٦-٥٧
........................
#أحمد_السالم
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
((القلق النفسي))
4/
5
Oleh
Unknown
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار