احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

10‏/02‏/2018

الأطفال أمانة في أعناقنا


الكاتبة: سارة منير عگاب العبيدي




          ((الأطفال أمانة في أعناقنا))

        تبدأ عملية التربية ببداية الحياة ولا تنتهي إلّا بانتهائها، ففي السابق كانت الأم بسيطة في حياتها، كل همّها بيت الزوجية، تعد الطعام لأُسرتها، كما أنَّها تسكن في بيت أهل زوجها، أو أناس تشاركها في المسكن الواحد؛ حيث إن البيت مقسم إلى غرف مؤجرة ويجتمع هؤلاء في باحة البيت، وحولهم أطفالهم يلعبون دون قيود، فالقيود: بدأت تفتكُ بالأطفال عندما بدأت الحياة العصرية إذ اختلفت البيوت والأثاث أصبح أكثر رقي وعصرية بعد ما كان عبارة عن مفروشات على الأرض، فبدأ التقييد على الأطفال يكبر شيئاَ فشيئاً وحرم الأطفال من أهم حقوقهم والمقوم الأساسي لتنشئتهم تنشئة سليمة ألّا وهو اللعب في غمرة الحنان، فنفسيات الوالدين وبقية أفراد الأسرة جعلت من حركة الطفل مكبلة بسلاسل كلَّما هبَّ للقيام بنشاط معين جوبه بأصوات تنهره وتطلب منه الجلوس بأدب حتى لا يتعرض شيء في البيت إلى التخريب، أو التكسير، وهناك سبب آخر هو حجم البيت الصغير.

       في كتاب (التربية قديمها وحديثها) يشير الدكتور «فاخر عاقل» إلى زبدة تعاليم "روسو" التربوية "الضغط على حرية الطفل وقسره على قضاء وقته داخل المنزل ومحاربة ميوله الطبيعية ورغباته وعقابه قبل أن يتكون لديه مفهوم الخطأ والصواب والثواب والعقاب، وهو يسرف في مدح حياة الريف والحرية والألعاب والرياضة"(1). فلنعلم الطفل أن يعلم نفسه بنفسه وأن يحل مشكلاته حتى تتحرر شخصية وننمي أبداعه. فضلاً عن أن مؤلف كتاب "أسس سيكولوجية الطفولة والمراهقة" يقول: "إنَّ أساليب الوالدين في التهذيب والتأديب لها أهميتها ذلك أن الوالدين يقومان بالتهذيب عن طريق فرض القوة أعني الضبط عن طريق القوة البدنية أو الموارد المادية بما في ذلك التهديد في الحرمان من المزايا(2).

       من الجدير بالذكر في عصرنا الحالي تفاقمت المشكلة بسبب وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل المختلفة التي جعلت الكثير من الوالدين مشغولين بهواتفهم المحمولة يتنقلون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة دون هدف يذكر وبالمقابل أطفالهم مشغولين بالأجهزة الذكية أيضاً دون رقابة المهم أنهم يجلسون دون إزعاجهم والعواقب بلا شك ستكون خسارة فلذات أكبادنا بين أمراض التوحد وضعف البصر والعقد النًفسية والقلق.

      ذكرت عالمة النفس «كارن هورني» بأن القلق: هو الإحساس الذي ينتاب الطفل لعزلته وقلة حيلته في عالم يحفل بالتوتر والعدوانية وينشأ من العناصر التالية وأهمها: انعدام الدفء العاطفي في الأُسرة وتفككها، وشعور الطفل بأنه شخص منبوذ في المنزل، والمعاملة التي يتلقاها الطفل لها علاقة وطيدة بنشأة القلق، ونوع العلاقة بين الوالدين عامة والأم خاصة لها انعكاس على ظهور حالات القلق عنده". السُؤال هنا: ماذا عسانا فاعلون في خضم التطورات الحالية للإجابة عن هذا؟ تشير الدًراسات إنَّ على الوالدين أنْ يفسحوا المجال لأطفالهم في اللعب وممارسة الأنشطة المختلفة معهم، وأنْ يكون دورهم إيجابي في تربية أحباب الله والمحافظة على هذه الأمانة وفق أسس قويمة، وأنْ يرعوهم بحبٍّ وحنانٍ أفضل من توفير جميع ما يحتاجونه من مأكل وملبس وحاجات غير ضرورية ويغفلوا الجانب النفسي المهم الذي سيكون اللُّبنة الأولى لصحتهم النفسية فيما بعد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): عاقل، د. فاخر. التربية قديمها وحديثها، دار العلم للملايين، ط3، حزيران 1981، ص 153.
(2): جيروم كاجان، بول مسن، وآخرون. أسس سيكولوجية الطفولة والمراهقة، ترجمة احمد عبد العزيز سلامة، مكتبة فلاح للنشر والتوزيع، 2001، ص 392.

#سارة_منير
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

نبذة بسيطة عن الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم الكامل: سارة منير عگاب العبيدي.
الولادة ومحلها: (1986م) / العراق/ العاصمة بغداد.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس تربية تأريخ/ جامعة بغداد.
الحالة الاجتماعية: متزوجة.

إقرأ أيضا

الأطفال أمانة في أعناقنا
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة