احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

31‏/03‏/2018

"لحياة أفضل تزوجي روبوت"




"لحياة أفضل تزوجي روبوت"

      ما الحدث الأكثر تأثيراً على النوع البشري في الألفية الجديدة!؟.
قد يبدو سؤالاً تقليدياً، ولكن نظرة أكثر عمقاً تبين لنا سذاجة أفكارنا النمطية. فالحروب، وانتشار الأمراض، والتلوث البيئي، والاحتباس الحراري...، صارت أموراً معتادة، على الرغم من خطورتها الواضحة!.
ولو وجّه أحدهم سؤالاً مفاده: هل يمكن أن نتحدث عن نهاية الإنسان كما هو حال الديناصورات من على وجه الكوكب؟، بدلاً من نهاية التأريخ الذي أرقنا به "فوكوياما". كيف ذلك وتوقعات المختصين تنبئنا إلى ازدياد سكان العالم إلى ثمان مليارات !!؟. هل من كويكب سيضرب أرضنا عما قريب؟.
يضيق معنى الحياة في المدن المكتظة بالناس، ولا سيما المليونية منها. وتتغير سيكولوجيا الفرد المدني، من ذلك الفرد الريفي، وتبرز سلوكيات تعتبر منحرفة في عرف المختصين، كالاحتيال، والسرقة، والاتجار بالأعضاء البشرية، والمخدرات...، فهل بذلك نرفض التمدن ونرجع للطبيعة كسبيل للحرية، كما دعا إلى ذلك الفيلسوف "روسو"، أم نمشي قدماً ونختط بيدنا مجتمعاً صالحاً للعيش، ربما قد تكون الدول الإسكندنافية أحد نماذجها...؟.
كثرت الدعوات غير المألوفة في عالم اليوم، ومفردة "مألوفة" تصبح هي الأخرى معتادة عقب تطبيقها من قبل البشر. والعلماء المعنيون بدراسات المستقبل، يرصدون لنا جملة تطورات تكنولوجية، قد تقلب تفكيرنا رأسا على عقب!!. مع تقدم علمي في الهندسة الوراثية، وكروموسومات اصطناعية، وذكاء اصطناعي. وبحسب "ريتشارد واطسون"(*) أن الحواسيب ستكون أكثر ذكاءً من البشر بحلول العام 2030 تقريبا. فكيف ستكون حياتنا مع روبوت بهذا الذكاء؟!.
وبقدر التقدم التقني تواجه الإنسانية خطراً كبيراً، فالحركات العنصرية تتصاعد ليس بين البيض والسود هذه المرة، بل بين الرجال والنساء، فهناك تكتلات نسائية تدعوا إلى رفض مجتمع الذكور، والإبقاء دون زواج، كما أصبحنا نرى العكس من ذلك في دعوات الرجال من ترك الزواج من النساء، والعيش بفردية، بسبب التحيز لهن في القضاء، والتوظيف وأمور أخرى- وفقاً لما ذكروا-، وتشتد هذه النزعة في البلدان المتقدمة ولا سيما أميركا. بين هذين التكتلين هناك زواج المثليين، وزواج المثيلات.
"لحياة أفضل تزوجي روبوت" تبدو هذه العبارة كحل مثير للاهتمام، ولا سيما لمن تم ذكرهم أعلاه، وهم يشاهدون ترويجها من على قنوات الإعلام الفضائية. فالإنسان الآلي لم يحتل الوظائف فحسب، حتى صرنا نشهد القضاء على البروليتارية، بل هو في طريقه ليحتل هويتنا الإنسانية!. فالعلماء يطورونه يومياً، حتى شهدنا صناعة "رحم اصطناعي"، ووظائف زوجية يقوم بها، ولكلا الجنسين، وفيه من الميزات التي تجعله مرغوباً فيه، وهم يحاولون جعله ذا انفعالات وعواطف، وليس فقط تمييز تعابير الوجه. والإجابة عن الأسئلة، وسيكون له سوقاً كبيرة في العالم.
ومحاولة منا نجد أن إمكانية زواج الرجل من روبوت/أنثى، وقابليتها للحمل والإنجاب، سيكون للطفل أم آلية وأب حقيقي. ولو تزوجت المرأة الحقيقية من روبوت/ذكر، سيكون للطفل أب آلي، ولن يستعصي على العلماء تدبير الحيامن والإخصاب. ومشياً وراء توقعات الخبراء، فبالإمكان أن يتزوج روبوتين وإنجاب طفل حقيقي، قد يعتنون به أو تتكفل به مؤسسة معينة. ربما قد تضحك أيها القارئ، إلا أن هذا ليس من وحي الخيال العلمي، بل صار واقعاً نجد تطبيقاته تباعاً.
فهل تحل "الروبوتات الجنسية" محل الإنسان في نصف قرن.. ؟، نحن في عصر الممكنات وليس المستحيلات. إن أنسنة الآلة، أو تشيء الإنسان وجعله شبه آلة، قد يودي بقيم الإنسان التي طالما دفع ضريبة باهظة من أجل حقوقه، وحريته، وعدالته، ولهذا استبد الخوف بالعالم "ستيفن هوكنغ": من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أسوأ شيء يحدث للبشرية من أي وقت مضى. إلا أن هذه النظرة المتشائمة لا يتفق معها علماء آخرين، وتبقى الكلمة الفصل للشركات المصنعة، الساعية للربح على أية حال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)
في كتابه: ملفات المستقبل، موجز في تاريخ السنوات الخمسين المقبلة، ترجمة عمر سعيد الأيوبي، هيئة أبو ظبي/ مشروع كلمة،2012.

#ناظم_العراقي
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

"لحياة أفضل تزوجي روبوت"
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة