احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

31‏/03‏/2018

"الإجازات الدراسية..."


الكاتبة: آيات عادل اللامي









"الإجازات الدراسية..."



         قد لا يخفَ على الجميع مدى الصعوبة التي يواجهها الموظف، في سبيل الحصول، على شهادة دراسية عليا محاولة منه، لتحقيق طموحه، ولتحسين مستواه مادياً، واجتماعياً، ليعود بالفائدة أولاً وأخيراً على المؤسسة الحكومية التي يعمل فيها، وبالتالي تكون المؤسسة قد ربحت كفاءة تنهض بواقع البلد البائس.

لكن يبدو أن الموضوع لا يهم البعض ممن يُفترض به أن تهمه مصلحة البلد!، فنرى أكثر المدراء والمسؤولين، يحاولون وبشتى الطرق وضع الحواجز لغرض منعهم من الحصول على إجازة حتى وإن كانت بدون راتب، وعلى نفقتهم الخاصة التي لا تُكلف الدولة شيئاً بل توفر عليهم راتب موظف طيلة فترة دراستهولا يعزى السبب باعتقادي إلّا لتلك الأنانية التي تسيطر على أغلب المسؤولين والتي تمنعهم من إعطاء الموظف بعض الحرية لينهض بنفسه، ويطور من خبراته، ولكيلا يصبح مستقبلاً أفضل منه... وذو كفاءة، ومكانة مرموقة في المجتمع.

حتى مع إقرار إجازة الأربع سنوات بموجب المادة (٣٨) من قانون الموازنة العامة الاتحادية رقم (٤٤)لسنة (٢٠١٧م) "والتي تَنفس الكثير من الموظفين بموجبها الصعداء، ظناً منهم أن هذه الإجازة، ستنقذهم"، وتحرر قيودهم التي فرضها عليهم مدراءهم قسراً، حيث تعطي الحق للموظف، التمتع بالإجازة لأي غرض كان، براتب إسمي ويحق للموظف قطعها، واستئناف عمله، بشرط؛ أن يعيد الرواتب الإسمية التي ستحصلها طيلة فترة تمتعه بالإجازة، لكن؛ ومع ذلك فقد كانت هذه الفرحة هشة ولم تكتمل؛ إذ كان هنالك تشدداً كبيراً، وأصبحت هناك سلطة تقديرية، تعسفية من قبل المدراء في منح الإجازة وفق أهوائهم، وتطلعاتهم الفردية.

هذا وقد تم تعديلها، بحسب موازنة (٢٠١٨م) التي صوت عليها مجلس النواب لكن؛ تم رفضها وإعادتها إلى البرلمان من قبل رئاسة الجمهورية، بما يتماشى مع مصلحة الدولة لا الموظف؛ إذ أصبحت الإجازة لمدة خمس سنوات براتب اسمي، ولا يحق للموظف قطعها مطلقاً، بل لا يحق له أيضاً أخذها "لأغراض الدراسة"! حتى وإن كانت على نفقته الخاصة التي لا تكلف الدولة أي شيء، حيث جاء في المادة (٢٩) أولاً: (...ولا تحتسب الشهادة الدراسية للموظف أثناء مدة الإجازة لأغراض العلاوة، والترفيع، والتقاعد).

فأي اضطهاد يُمارس ضد الموظف!

 وأي عدالة يتم تطبيقها!

ولِمَ هذا التركيز بالذات على عدم إكمال الموظف لدراسته!

ألهذا الحد يخيفهم سعيه إلى تطوير نفسه والحصول على شهادة قد ينافسهم بها على مناصبهم!

لا أعلم متى سينظرون، ويتعلمون قليلاً من الدول العظمى التي تحاول وبكل الطرق، جذب أكبر عدد من المثقفين وأصحاب الخبرات، بل وتسهل عليهم كل الأمور لنيل أعلى الشهادات للنهوض بواقع بلدانهم.

ومتى ستنتهي تلك الفردية، والأنانية التي يتصف بها الكثير…؟

للأسف لا يوجد في بلدي الآن سوى التهميش

لا يوجد سوى تصعيب للأمور

وطرد؛ لأغلب الذين يملكون خبرة، وكفاءة، ليعملوا ويسهموا في بناء بلدان أخرى

ولا يبقَ لهم من العراق سوى الاسم فقط!

وها قد أضحى مستوى ثقافة الفرد، ونجاحه، وتحقيق طموحاته، يعتمد على نوع الحزب الذي ينتمي إليه، وعلى مدى تملقه لمن لا يستحق.



#آيات_عادل

#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات




إقرأ أيضا

"الإجازات الدراسية..."
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة