الكاتب: شجاع محمود خلف
((الأحزاب السياسية
في المناطق المحررة... ومرحلة التنافس على النفوذ))
تتنافس الأحزاب السياسية بجميع توجهاتها لبسط نفوذها في المناطق المحررة، من أجل الحصول على مكاسب سياسية- تتمثل في التحضير للانتخابات التشريعية، والمحلية والتي من المقرر إجراؤها في أيار المقبل، وإن كان بعضها يطالب بتأجيلها- واقتصادية تتمثل في السيطرة على مشاريع الإعمار التي تدعهما المنظمات الدولية؛ وذلك لدعم حملاتها الانتخابية.
ولكي نوضح بنية هذا التنافس لا بدَّ لنا الإشارة إلى الأحزاب السياسية
الرئيسية التي تصدرت المشهد السياسي السُنّي بعد عام(2003م) وحتى هذه اللحظة سواء
كانت ذات توجهات إسلامية أو علمانية، وتتمثل الأحزاب الإسلامية في:
الحزب الإسلامي العراقي: شارك الحزب في مجلس الحكم الانتقالي، إذ كان
الحزب يصف نفسه ممثلاً عن أهل السنة والجماعة في النظام السياسي وتمكن من السيطرة
على المحافظات الغربية بعد مشاركته في العملية السياسية في الوقت الذي رفضتها
تيارات دينية واجتماعية بشكل عام، لكن الحزب برر وجوده في العملية السياسية عِبر
حصوله على وعود بتعديل مواد الدستور التي كان ولا زال يتخوف منها المجتمع السُنّي،
وفي مطلع (نيسان) عقد الحزب اجتماعات عديدة لإعادة هيكلتهِ أسفرت عن تشكيل أحزاب
عدة مع الإبقاء على الحزب الأم، ومن الأحزاب الأخرى ذات التوجهات الإسلامية ككتلة
للعراق متحدون بزعامة (أسامة النجيفي) التي تتبنى فكرة الإقليم السُنّي،
والمشروع العربي بزعامة الشيخ (خميس الخنجر)، وهو الآخر يتفق مع النجيفي في
المطالبة بمنطقة حكم ذاتي على غرار إقليم كردستان.
أما الأحزاب ذات التوجهات العلمانية التي تتمثل في القائمة العربية بقيادة (صالح المطلك)، وكتلة الحل (محمد الكربولي)، وجبهة الوفاق الوطني بزعامة الدكتور(أياد علاوي)، فضلاً عن أحزاب أخرى نشأت حديثاً كتجمع أخيار العراق بزعامة الشيخ (رافع الفهداوي).
أما الأحزاب ذات التوجهات العلمانية التي تتمثل في القائمة العربية بقيادة (صالح المطلك)، وكتلة الحل (محمد الكربولي)، وجبهة الوفاق الوطني بزعامة الدكتور(أياد علاوي)، فضلاً عن أحزاب أخرى نشأت حديثاً كتجمع أخيار العراق بزعامة الشيخ (رافع الفهداوي).
إذا ما انتقلنا، إلى
التنافس بين هذه الأحزاب الذي أخذ بالتزايد لا سيما بعد تحرير المناطق التي كان
يسيطر(داعش)، ويتمثل هذا التنافس في استجوابات وإقالات للمحافظين في
المحافظات المحررة كإقالة محافظ الأنبار(صُهَيب الرواي) التابع للحزب الإسلامي
العراقي وتعيين المهندس (محمد ريكان الحلبوسي) المنتمي لكتلة الحل،
واستجواب محافظ نينوى (نوفل العاكوب) لكن الاستجواب لم ينجح، وتغيير محافظ
صلاح الدين، ويأتي تحرك الأحزاب نحو استجواب وإقالة المحافظين للسيطرة على القرار
السياسي فضلاً عن السيطرة على الدوائر الرسمية الموجودة في هذه المحافظات وتثبيت
نفوذها فيها.
لا يتوقف هذا التنافس على الدوائر فقط ، وإنما وصل إلى شرائح المجتمع ولا سيما شريحة الشباب ولأول المرة نشاهد اهتمام الأحزاب السياسية السُنّية بهذه الشريحة، وقد تمثل الاهتمام عبر عقد المؤتمرات الشبابية وإقامة البطولات الرياضية للفرق الشعبية والزفاف الجماعي، إذ بلغ عدد المؤتمرات التي عقدتها الأحزاب خلال شهر واحد أربعة مؤتمرات جميعها مقتصرة على شريحة الشباب، دون أن تكون لهذه الأحزاب برامج ومشاريع واضحة كتوظيفهم في مؤسسات الدولة.
يلاحظ أن سبب تنافس هذه الأحزاب وتشتتها يتوقف على عوامل داخلية تتمثل في أنَّ اصطفافها في قائمة واحدة سيعرضها للضغط وربما التهديد من خصومها كالذي حصل مع القائمة العراقية في انتخابات (2010م)، فضلاً عن أن هذه الأحزاب ذات مرجعية عشائرية مناطقية فكل عشيرة تشكل لها حزباً وتوفر لها الدعم تريد من خلاله أن يكون لها نفوذاً في دوائر صنع القرار السياسي ولهذا يلاحظ كثرتها وتشتتها. أما العوامل الخارجية فتتمثل في أنَّ الأحزاب السياسية السُنّية متأثرة في ما يدور في البيئة الخارجية؛ وذلك بحكم الفاعل الخارجي وهنا نقصد الدعم الذي تقدمه كل من (قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية) لهذه الأحزاب ، إذ كل دولة من هذه الدول لديها مصالح مختلفة عن الأخرى في المنطقة عامة والعراق خاصة، وهذا ما انعكس على صراع الأحزاب السُنية. وفيما يتعلق بتوجهات الناخبين في المحافظات المحررة، فإنَّ المِزاجَ العام وكما هو متوقع مع الأحزاب ذات التوجهات العَلمانية، ذلك كون جماهير هذه الأحزاب قد جربت الأحزاب الإسلامية دون أنْ تقدم أيَّ شيءٍ يُذكر ولا سيما الوعود التي أطلقتها على نفسها فيما يتعلق بتعديل مواد الدستور وإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء القوانيين التي يعتقد السكان بأنها وضعت لاستهدافهم.
ختاماً يمكن القول إنَّ الأحزابَ السياسية في المناطق المحررة كثيراً ما تتشابه في مضامينها لكنها، في الحقيقة لم تنجح في الاتفاق حول الأهداف التي ترمي إليها؛ وهذا يعود بطبيعة الحال إلى صراع قيادتها التي غالباً ما تبحث عن مصالح وأطماع شخصية، على حساب الوعود التي أطلقتها لجماهيرها.
#شجاع_محمود
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
نبذة بسيطة عن الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل: شجاع محمود خلف.
الولادة
ومحلها: (1993م) العراق/
محافظة الأنبار.
التحصيل
الدراسي: طالب ماجستير في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد.
السكن الحالي: العاصمة بغداد.
الأحزاب السياسية في المناطق المحررة... ومرحلة التنافس على النفوذ
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار