الكاتب: علي نجيب لازم
"التنمية
البشرية بين (الحقيقة) و (الخيال)"
أتذكر عندما كنتُ في المرحلة الثانوية الأخيرة - مرحلة تقرير المصير - أثناء الإمتحانات النهائية، الكم الهائل من الإحباطات المتراكمة بسبب العلامات المتدنية حتى أني اعتقدتُ وقتها أن ذروة إمكانيتي وقدراتي تتوقف عند هذا الحد؛ وأن لا شيء سيتغير سواء غداً أو بعد عدة سنين، إلى أن أبصرتُ «النور» في نهاية النفق، وكان ذلك النور عبارة عن خطب ومحاضرات لأساتذة يعرفون أنفسهم (إستشاريين) بعلم النفس والطاقة الحيوية، فأخذتُ أستمع لعباراتهم التحفيزية وأعجب ببريق الأمل في أعينهم عند خطابهم الحماسي واجداً عندهم من خطوات وتكنيكات نفسية ضرورية لم أكن ملتفتاً لها، مما جعلني أنفض الكسل وأنهض بذاتي رافعاً سقف تطلعاتي للحياة، متخطياً كل العقبات التي واجهتني في تلك السنة الدراسية، إلا أن هذا النور والذي يطلق عليه "التنمية البشرية" سرعان ما انطفأ وولى ولم تعُد تلك الخطوات تفيد لحل الأزمات الجديدة التي تتفرد بنوعها وتكبر كل ما كبرت، وبالتالي نحن هنا نسلط الضوء على موضوع التنمية البشرية وهل هي مفيدة أم لا؟ علم زائف أم حقيقي؟.
التنمية البشرية هي: عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل. بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج البلدان التي شاركت في الحرب مصدومة من الدمار البشري والإقتصادى الهائل وخاصة الدول الخاسرة، فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الإقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم والدمار الشامل الذي لحق بالبلاد بسبب الحروب.
تناولت التنمية البشرية مفاهيم عديدة مثل لغة الجسد، التفكير السلبي والتفكير الإيجابي، فن الإقناع، قوة الذكاء الروحي، سحر الكلمة، قانون الجذب... وإلخ من المفاهيم العديدة.
أتذكر عندما كنتُ في المرحلة الثانوية الأخيرة - مرحلة تقرير المصير - أثناء الإمتحانات النهائية، الكم الهائل من الإحباطات المتراكمة بسبب العلامات المتدنية حتى أني اعتقدتُ وقتها أن ذروة إمكانيتي وقدراتي تتوقف عند هذا الحد؛ وأن لا شيء سيتغير سواء غداً أو بعد عدة سنين، إلى أن أبصرتُ «النور» في نهاية النفق، وكان ذلك النور عبارة عن خطب ومحاضرات لأساتذة يعرفون أنفسهم (إستشاريين) بعلم النفس والطاقة الحيوية، فأخذتُ أستمع لعباراتهم التحفيزية وأعجب ببريق الأمل في أعينهم عند خطابهم الحماسي واجداً عندهم من خطوات وتكنيكات نفسية ضرورية لم أكن ملتفتاً لها، مما جعلني أنفض الكسل وأنهض بذاتي رافعاً سقف تطلعاتي للحياة، متخطياً كل العقبات التي واجهتني في تلك السنة الدراسية، إلا أن هذا النور والذي يطلق عليه "التنمية البشرية" سرعان ما انطفأ وولى ولم تعُد تلك الخطوات تفيد لحل الأزمات الجديدة التي تتفرد بنوعها وتكبر كل ما كبرت، وبالتالي نحن هنا نسلط الضوء على موضوع التنمية البشرية وهل هي مفيدة أم لا؟ علم زائف أم حقيقي؟.
التنمية البشرية هي: عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل. بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج البلدان التي شاركت في الحرب مصدومة من الدمار البشري والإقتصادى الهائل وخاصة الدول الخاسرة، فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الإقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم والدمار الشامل الذي لحق بالبلاد بسبب الحروب.
تناولت التنمية البشرية مفاهيم عديدة مثل لغة الجسد، التفكير السلبي والتفكير الإيجابي، فن الإقناع، قوة الذكاء الروحي، سحر الكلمة، قانون الجذب... وإلخ من المفاهيم العديدة.
والآن لنسأل السؤال التالي: هل التنمية
البشرية علم حقيقي؟.
هذا السؤال كان محط جدل واسع في السنوات السابقة ولكنه ومع تقدم العلم ورصانة منهجه ومؤسساته بدأ يتضح بل يتأكد من أن التنمية البشرية ليست إلا علماً زائفاً ومن أهم الأسباب التي برهنت هذه النتيجة هي:-
أ- ليس هناك منهج واحد مُتبع، فلكل مؤلف أو محاضر طريقته وتدبره الخاص، فمثلاً في مفهوم "الطريق إلى النجاح" يخبرك البعض أن عليك أن تدرس الهدف الذي تود تحقيقه بصورة كاملة وتعين مناطق القوة والضعف قبل شروعك فيه، بينما يؤكد عليك آخرون أن ذلك ليس ضرورياً وأن حس المغامرة والثقة بالنفس هو الذي يجعل العالم تحت طوعك، وهذه من التناقضات البسيطة لهذا المجال.
ب- ليس هناك نتيجة واحدة مضمونة، فإذا بدأت بتطبيق الخطوات وبشكل دقيق هذا لا يعني بالضرورة أو على الأغلب تحقيق النتيجة المطلوبة، وإذا حققت النتيجة المطلوبة فيكون من المعجزة تكرار ذلك، مما يجعل لهذا المجال قواعد غير ثابتة ومتغيرة بتغير الظروف وبالتالي لا يجب إعطاؤه الأهمية والثقة خاصة في الأهداف المصيرية.
ج- إنَّ ما صح منه فهو لم يكن نتاج هذا العلم نفسه بل عبارة عن قوانين ومفاهيم مستمدة من علم النفس والإجتماع حتى أن الكثير من عباراته حكم وموعظة موجودة منذ القدم في الديانات والحضارات.
كما إنَّ العديد من علماء النفس المعتمدين بينوا خرافات التنمية البشرية ومفهومها وعلى سبيل المثال «توماس فيتكوفسكي»، عالم النفس البولندي المشهور، وفي مراجعة طويلة لكتابات ودعاوى التيار، وصف البرمجة اللغوية العصبية على أنها: "تمثل علماً زائفاً هرائياً والذي يجب إيقافه إلى الأبد". الدكتور «جاريث روديج-دافيس»، عالم النفس في جامعة «جلامورجان»، وصف أيضاً تيار البرمجة اللغوية العصبية بأنه يخدع متبعيه، لأنه لا يقدم تفسيرات علمية حقيقة على المستوى العصبي، كما أنه يفتقر للأهلية العلمية.
وحتى لا تطول هذه الجزئية نذكر أن البرمجة اللغوية العصبية إنتُقِدتْ أيضاً مع غيرها من العلوم الزائفة في جانب الممارسات العلاجية، إن كان على المستوى النفسي أو الجسدي. في مراجعة علمية في مجلة طب الإدمان، صنف «جون ناكروس»، وغيره من العلماء البرمجة اللغوية العصبية في المرتبة رقم (7) ضمن أكثر السبل فشلاً وفقدانها للأهلية في التعامل مع مشاكل شرب المخدرات والكحول.
هذا السؤال كان محط جدل واسع في السنوات السابقة ولكنه ومع تقدم العلم ورصانة منهجه ومؤسساته بدأ يتضح بل يتأكد من أن التنمية البشرية ليست إلا علماً زائفاً ومن أهم الأسباب التي برهنت هذه النتيجة هي:-
أ- ليس هناك منهج واحد مُتبع، فلكل مؤلف أو محاضر طريقته وتدبره الخاص، فمثلاً في مفهوم "الطريق إلى النجاح" يخبرك البعض أن عليك أن تدرس الهدف الذي تود تحقيقه بصورة كاملة وتعين مناطق القوة والضعف قبل شروعك فيه، بينما يؤكد عليك آخرون أن ذلك ليس ضرورياً وأن حس المغامرة والثقة بالنفس هو الذي يجعل العالم تحت طوعك، وهذه من التناقضات البسيطة لهذا المجال.
ب- ليس هناك نتيجة واحدة مضمونة، فإذا بدأت بتطبيق الخطوات وبشكل دقيق هذا لا يعني بالضرورة أو على الأغلب تحقيق النتيجة المطلوبة، وإذا حققت النتيجة المطلوبة فيكون من المعجزة تكرار ذلك، مما يجعل لهذا المجال قواعد غير ثابتة ومتغيرة بتغير الظروف وبالتالي لا يجب إعطاؤه الأهمية والثقة خاصة في الأهداف المصيرية.
ج- إنَّ ما صح منه فهو لم يكن نتاج هذا العلم نفسه بل عبارة عن قوانين ومفاهيم مستمدة من علم النفس والإجتماع حتى أن الكثير من عباراته حكم وموعظة موجودة منذ القدم في الديانات والحضارات.
كما إنَّ العديد من علماء النفس المعتمدين بينوا خرافات التنمية البشرية ومفهومها وعلى سبيل المثال «توماس فيتكوفسكي»، عالم النفس البولندي المشهور، وفي مراجعة طويلة لكتابات ودعاوى التيار، وصف البرمجة اللغوية العصبية على أنها: "تمثل علماً زائفاً هرائياً والذي يجب إيقافه إلى الأبد". الدكتور «جاريث روديج-دافيس»، عالم النفس في جامعة «جلامورجان»، وصف أيضاً تيار البرمجة اللغوية العصبية بأنه يخدع متبعيه، لأنه لا يقدم تفسيرات علمية حقيقة على المستوى العصبي، كما أنه يفتقر للأهلية العلمية.
وحتى لا تطول هذه الجزئية نذكر أن البرمجة اللغوية العصبية إنتُقِدتْ أيضاً مع غيرها من العلوم الزائفة في جانب الممارسات العلاجية، إن كان على المستوى النفسي أو الجسدي. في مراجعة علمية في مجلة طب الإدمان، صنف «جون ناكروس»، وغيره من العلماء البرمجة اللغوية العصبية في المرتبة رقم (7) ضمن أكثر السبل فشلاً وفقدانها للأهلية في التعامل مع مشاكل شرب المخدرات والكحول.
هل التنمية البشرية غير مفيدة خاصة بعد اعتبارها
علم زائف؟.
وهنا ذروة النزاع، فعندما يرى البعض أن التنمية البشرية تقدم لهم فائدة تطويرية حقيقية في إدارة المشروع، أو الوقت وعلاج بعض المشاكل النفسية، والسلوكية من جنس الخجل المفرط أو ضعف الشخصية، يعطون نتيجة أن هذا العلم علم حقيقي، وبالمقابل عندما يرى البعض أن هذا العلم هو علم زائف يعطون نتيجة أن هذه المهارات والتقنيات في إدارة المشاريع والوقت غير مفيدة إطلاقاً. وبالتالي يجب عليك أن تعرف عزيزي القارئ كون أن التنمية البشرية علم زائف هذا لا يعني أنه لا يحمل بعض التقنيات المفيدة، كما إنَّ الكثير من كتب التنمية البشرية تحكي واقع تجارب أناس إستطاعوا النهوض بفشلهم وأن يحققوا لأنفسهم نجاحاً مبهراً؛ ومما لا شك فيه أنك لابد أن تجد بين طيات هذه التجارب الخطوات والعبارات المفيدة، أو أخذ العبرة من الأخطاء التي وقعوا فيها.
وهنا ذروة النزاع، فعندما يرى البعض أن التنمية البشرية تقدم لهم فائدة تطويرية حقيقية في إدارة المشروع، أو الوقت وعلاج بعض المشاكل النفسية، والسلوكية من جنس الخجل المفرط أو ضعف الشخصية، يعطون نتيجة أن هذا العلم علم حقيقي، وبالمقابل عندما يرى البعض أن هذا العلم هو علم زائف يعطون نتيجة أن هذه المهارات والتقنيات في إدارة المشاريع والوقت غير مفيدة إطلاقاً. وبالتالي يجب عليك أن تعرف عزيزي القارئ كون أن التنمية البشرية علم زائف هذا لا يعني أنه لا يحمل بعض التقنيات المفيدة، كما إنَّ الكثير من كتب التنمية البشرية تحكي واقع تجارب أناس إستطاعوا النهوض بفشلهم وأن يحققوا لأنفسهم نجاحاً مبهراً؛ ومما لا شك فيه أنك لابد أن تجد بين طيات هذه التجارب الخطوات والعبارات المفيدة، أو أخذ العبرة من الأخطاء التي وقعوا فيها.
عطفاً على ذلك يمكننا القول: إن
موضوعات ومفاهيم التنمية البشرية لا يجب أخذها كقانون ثابت ومضمون وخاصة في
الأهداف والمشاريع المصيرية، وحتى تجارب الناجحين فلكل شخص عوامل وظروف مختلفة؛
وبالتالي من المؤكد أن هناك نتائج مختلفة ولكن هذه التجارب قد تساعدك في توسيع
خارطة تفكيرك وتطلعك على أناس كانوا أقل مكانة وقدرات لكنهم حققوا طموحاتهم، كما
لا تبخل على نفسك في تعلم بعض مهارات إدارة الوقت والأولويات وتحسين السلوكيات
النفسية، والإجتماعية، فهي وإن لبست ثوب التنمية البشرية في الآونة الأخيرة إلا
أنها تابعة لعلوم الإدارة والاجتماع والنفس وغيرها.
#Ali_Najeeb_Al_Maliki
#Ali_Najeeb_Al_Maliki
نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل: علي نجيب لازم.
الولادة ومحلها: (1996م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: معهد نفط البصرة/ قسم الميكانيك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل: علي نجيب لازم.
الولادة ومحلها: (1996م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: معهد نفط البصرة/ قسم الميكانيك.
الحالة الإجتماعية:
غير متزوج.
السكن الحالي: بصرة.
"التنمية البشرية بين (الحقيقة) و (الخيال)"
4/
5
Oleh
حسين أكرم غويلي
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار