احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

01‏/12‏/2018

شارع المدينة

الكاتبة: مروة سعد الحيالي




"شارع المدينة"

        تناثرت نظراته في كل الطرقات، فلقد تهافتت إليه الأنفس كل يوم وكل ذات صباح ومساء، وهو سامعاً للآهات، ومتوسداً أجسادهم، وهم يبحثون عن لقمة عيش في زواياه! وتارة أخرى تهزه ضحكات أفواه من زلزلت عرباتهم أرجاءه، فتتجهم ملامحه من تناقض يبدو قد خيم على سطحه، والغربة تلك تسكنه دون أن يعتريه وجود، فقد أفتقد وطنه منذ عصور، ولا يعلم إن كان بقاءه من أجل لوحة قد رسمت إليه ليبقى مخلداً فيها، أم لكي يحمل هموم من بنوه وقد أوعزوا فيه الانكسار بإهمالهم إياه وتركهم جوهره مدفون تحت أقدامهم، وهو دربهم المؤدي إلى حيثيات حياتهم المتراكمة حول أرصفته النائية؛ لأبعاد تغيرات الفصول.

      إنه شارع المدينة المسكن المتوحد بذويه أفراد مجتمعه الذين بمرور أرواحهم يرفدوه. وهل يمكن تخيل نهاراً آمناً دونما المرور بنواحيه؟، وهل يخشَ الناس أن يتلاشى ذات يوم ويبدو مجرد ذكرى؟

      ذلك السؤال يوعز في الضمير حاجات عدة: أولها كيف يمكن للمرء منّا حمايته من أهوال تغيرات آتية من المجهول، وفي أقل آثارها اهتزاز أروقته بنيران العِدى، وبين أكبرها اندثاره وسط صمت منكسر، و آخرها متى يمكن النهوض به عمقاً ليس مجرداً من خواطر من مرت أنفاسهم به صعوداً ونزولاً.
إنَّ من واجبنا كأفراد تثقفت نواصيهم، هو الحدو على منحى توفير الحماية لدافئ أروقته ومنحه السلام، قبل أن ننتظر منه أن يضمنا ونحن نسير فيه مخيرين.

#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

إقرأ أيضا

شارع المدينة
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة