احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

16‏/12‏/2017

((قَتْلَ القَاصِراتْ))






                     ((قَتْلَ القَاصِراتْ))

       لا بدَّ أننا نعرفْ جيدًا إنَّ الفتاة التي لا يتعدىٰ عمرها العشر سنوات، هيَ أمام حياة ربما تجهل مَداها!. وقد تحتاج منا إلىٰ العناية الكبيرة في مجال تعليمها، وتربيتها.

      إنَّ ما حصل في الفترة الأخيرة حولَ قانونْ زواج القاصراتْ ما هو إلّا بمثابة قتلْ لمستقبلهنّ. أتَساءل هنا عنْ مدىٰ رجعية منْ يقودونَ الدفة، من يجعلون منْ أحكامِهم الرجعية، والأعراف، والتقاليد، والعشائرية... التي جَعَلتْ البَلدْ مُتخَلف لعشرات السنين إلىٰ الوراء. إن قانون القاصراتْ، لم يُشَرَع في الدول الغربية، والعربية، وتُشير دراسات إن منظمة(أنقذوا الأطفال) في تشرين الأول من عام (٢٠١٤م).

        بحثتُ في هذا الموضوعْ وأثبتتُ إنَّ معدل تزايد نسبة زواج الفتيات من(١٥٠٠-٦٠٠٠) خلال عام(٢٠١٤-٢٠١٥م) في سن مبكرة، ومن بين هذه الدول ألمانيا، بِسبب أحداث الهجرة الأخيرة وفي خِضَمِ هذا الأمرْ وجدتْ المنظمة أن المانيا تحتل المركز(١٤٤) عالمياً في زواج القاصرات تحت السن القانوني، يُذكر أن قانون المانيا يحدد قانون الزواج من(١٨) سنة فما فوق ويوجد إستثناءات فقط تحت العمر المحدد شرط أن يكون هناك إذن من محكمة الأسرة المختصة. كَذلِك أثبتت بُحوث في(المركز المصري) لحقوق المرأة في جمهورية مِصر العربية إنَّ نِسبة الفتيات القاصرات اللاتي تزوجنَّ في سنة مبكرة بنسبة( ٦٢٪) عام(٢٠٠٦م)، وتشير الدراسة إنَّ هذهِ النسبة كانت بِقرار صارمْ مِنْ الأباء، كما إنَّ المخاطر المترتبة علىٰ هكذا زواج كثيرًا ما نَتجَ عنه، إجهاض للجنين، مَوت الطفل الرضيع، ناهيك عَن الأثار المترتبة للقاصرة نفسها، كما أثبَتت، إحصاءات في منظمات المعنية بشؤون المرأة في مصر عام (٢٠٠٦م)، تشير أن الزواج بهذا السن حَرمَهُم مِن إكمال تعليمهم وتثقفيهم، كما تُعرَف مصر، مِن الدول التي تمتلك قوانين تُجرم هذا الزواج، ولكن! ما يحصل في بَلدنا عكسَ هذا الشيئ بدل تجريم القانون، سَنهُ، في العراق ما يحصل من تخبطات حول هذا القانون في ظل الظروف الصعبة في هذا البلد؛ يجب إحتواء هذهِ الفئة وتعليمها، لتنضج لنا بكامل العقلية، لتساهم في تطور البلد، والأخذ به نحو مصافي الدول المتقدمة التي تحترم أبنائها ليكونوا عمادً للمستقبل.

        من يكون على رأس الهرمْ لا بدَّ أن تكون لهُ دراية كبيرة بالوعي والثقافة في سَن هكذا قوانين تَصل بِنا إلى الهاوية، لتحطم مستقبل القاصرة في ربيع شبابها، ودخولها إلى عالم مُبهَم بالنسبةِ لها لا تعرف أهم ركائزه.

        إنَّ ما يحصل الآن، هو نتيجة تغييب العقول الراجحة التي تفهم بوضع أسس صحيحة لبناء جيل متعلم؛ إنَّ الشعوب المتقدمة في العصر الحديث تكون من أولوياتها الإهتمام بالجنس الأنثوي وخصوصاً اعني هنا، القاصرات التي يجدر بنا ان نهتم بتعليمها، وصقلها، وتربيتها، يجب أن نكون مصدًا أمام هكذا قوانين مجحفة، الغاية منها الرجوع إلىٰ العصور المتخلفة التي كَانت فيها المرأة جاهلة لا ناقة لها ولا جمل في أمرٍ معينٍ. إنهم يريدون قطع وردة لن تنضج بَعد ولم يفوح عطرها!، وهي في أمسِّ الحاجة إلىٰ من يحميها من رياح عاتية ربما تقلعها من مَكانها. هنا لا بدَّ من وقفة جَادة مِن المُجتمع الواعي المثقف أن تكون لهُ كلمةُ الفصلْ لوقف كارثةٍ بِحقِ القاصرات، ضَعوُا قوانين تَحمِي المجتمعات تُساهم في تَقدم الشعوبْ لنكونَ في الأمام، ونحمي المرأة مِن هكذا قوانين مجحفة تَكون سَبَب في قتلْ أنوثة في سِن مُبكِر.


نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل:أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس ادارة وإقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
الحالة الإجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: بصرة.

إقرأ أيضا

((قَتْلَ القَاصِراتْ))
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة