الكاتب: منذر نعمان منذر
"لماذا نقرأ؟."
لماذا نقرأ أو نذهب إلى المدرسة؟، سؤال لطالما فكرت به عندما كنت صغيراً، ولطالما مر على مسمعي من قبل الكثير من الاطفال من بينهم أخي الصغير؛ بحكم كوني أعمل في مكتبة صغيرة بقرب أحد المدارس الإبتدائية في شرق العاصمة بغداد. لذلك بحكم عملي فاني ألتقي بالكثير من الأطفال عند مغادرتهم المدرسة، وهم فرحين لغاية بإنتهاء يوم دراسي آخر. الإجابات التلقائية من قبل الجميع: أذهب إلى المدرسة لكي اصبح طبيباً، أو مهندساً، أو معلماً،... والخ من المهن.
الأطفال بلا شك لا يعلمون ما هو علم الطب، أو علوم الهندسة، وما يعمل الطبيب، وما يعمل المهندس؛ لكنهم بالتاكيد قد سمعوا آبائهم، وامهاتهم وهم يتغنون بهم بالطبيب، والمهندس لذلك تصبح إجاباتهم التلقائية بما سمعوه من ذويهم.
أما في داخل المدرسة فلا أتذكر أن أحد المعلمين، أو المعلمات قد وضح لنا لماذا ناتي إلى المدرسة صباح كل يوم.
ولا أعتقد في يومنا هذا قد يشرح أحد المعلمين، أو المعلمات للطلاب بصورة مبسطة؛ لماذا ياتون الى المدرسة؟.
طلب العلم فريضة حثت عليها جميع الأديان السماوية؛ «اقرأ» هي أول كلمة قالها الوحي الأمين جبرائيل عليه السلام إلى النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
(فالعلم نور والجهل ظلام) وكثير من الأحاديث في الحث على العلم من الأنبياء، والعلماء، والمفكرين. لكن هل الاطفال الصغار مطالبين بذلك ايضاً؟.
تفاجئت قبل أيام وأنا أشاهد أحد البرامج الوثائقية عن التعليم في فلندا واليابان!. حيث إنَّ النظام المعمول به غير قائم على (النجاح والرسوب) إلى سن معين بل جميع الاطفال ناجحون؛ فهم يركزون على غرس القيم، والأخلاق الحميدة في الأطفال؛ حيث هم يعولون عليهم كثيراً. حيث إن العادات، والقيم يكتسبها الإنسان في الطفولة ويشب على هذه العادات سواء كانت صحيحة أم خاطئة.
فلندا واليابان وربما دول أخرى تعمل بهذا النظام لم تركز على الدرجات العالية، أو التخصصات العلمية: كالطب، أو الهندسة؛ بل ركزت على القيم والأخلاق، والعادات الصحيحة لأنهم واثقون أن الطفل حينما يحمل قيم وعادات صحيحة فسوف يكون قادراً على أن يصبح مهندس، وطبيب، ومعلم بدرجة عالية من الإحترافية.
هم ينظرون إلى الطفل بأنه بذرة صغيرة ضعيفة غرست داخل ارض كبيرة؛ أنبتت هذه البذرة نباتاً صغيراً يواجه الكثير من العومل الصعبة: كالحرارة، والرياح، والمطر.
هم لم يفكروا بثمار هذا البُنات أولاً، بل فكروا كيف يقوموا بحمايته لكي يكبر وينضج، ويصبح قادراً على مواكبة جميع الظروف.
فبالتاكيد سوف تكون ثمار هذا البُنات غزيرة. على العكس منا تماماً؛ حيث ننظر إلى الثمار أولاً، ولا نوفر له الحماية الكاملة، ولا التربية الصحيحة. فهل نعتقد بأننا سوف نحصل على ثمار غزيرة من نُبيتة ضعيفة ليس لها القدرة الكافية على مواكبة الظروف الصعبة؟.
هذا بالفعل ما يحدث في يومنا هذا؛ كنت أرى الطلاب وهم يخرجون مسرعين من المدرسة؛ يرمون الكتب، والدفاتر داخل خطوط النقل، يذهبون إلى البقالات. وكثيراً ما تحدث المشاكل ويبادلون السُباب، والشتائم وهم بجوار المدرسة.
فاتسائل ما دور المدرسة؟. وكيف لنا ان نتامل خيراً والتعليم، والمدارس لا تؤدي دورها الرقابي في التربية.
أتكلم بصورة عامة، فالجميع مقصر، والجميع قد وقع في الخطأ. وإذا أردنا أن نرتقي كشعوب العالم علينا ان نفكر بجدية تامة بمناهج، وأنظمة التعليم المعمول بها. فمن غير المعقول أن نرغب بثمار غزيرة، ونحن بالأصل لم نقم برعاية النبتة.
بناءً على ذلك؛ إذا أردنا تصحيح المسار، والدفة؛ علينا أن نبدأ من التعليم، ومن المدارس الابتدائية بزرع القيم، والأخلاق، والعادات الحميدة في نفوس الأطفال قبل أن نطالبهم بالتفوق، والدرجات العالية.
علينا أن نفكر مَلياً في نظامنا التعليمي، وما هو الغرض، والفائدة المرجوة منه. وهل هذا النظام قادر على تحقيق تلك الفائدة؟. بالاضافة إلى الإهتمام بالمعلم، فدوره كبير في بناء شخصية الطفل، ودوره كبير في غرس القيم لدى الاطفال.
وبشكل شخصي أعتقد عندما يحب الطفل الذهاب إلى المدرسة كحبه الالعاب الالكترونية، وأفلام الكاروتون؛ عندها سوف نكون على بداية المسار الصحيح.
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات
#منذر_نعمان_منذر
نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
الإسم الكامل: منذر نعمان منذر.
الولادة ومحلها: (1991م/ بغداد)
التحصيل الدراسي: طالب ماجستير هندسة اتصالات الحاسبات/ كلية الهندسة - جامعة بوترا الماليزية.
الإسم الكامل: منذر نعمان منذر.
الولادة ومحلها: (1991م/ بغداد)
التحصيل الدراسي: طالب ماجستير هندسة اتصالات الحاسبات/ كلية الهندسة - جامعة بوترا الماليزية.
الحالة الإجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: ماليزيا.
السكن الحالي: ماليزيا.
"لماذا نقرأ؟."
4/
5
Oleh
Unknown
شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار