وسائل تأثير المرشحين في آراء الناخبين

الكاتب: شجاع محمود خلف

((وسائل تأثير المرشحين في آراء الناخبين))

        لم تترك الأحزاب السياسية العراقية، أو بالأحرى مرشحيها أيَّة وسيلة إلّا استخدموها للتأثير في آراء الناخبين، الذين يتنافسون من أجل الظفر بمقاعد البرلمان التي ستجري انتخاباته في الثاني عشر من آيار المقبل، وتتراوح وسائل التأثير تلك ما بين إيجابية تتمثل في عرضهم برامجهم الانتخابية ومشاريعهم المستقبلية طيلة السنوات الأربع القادمة، وأخرى سلبية تعتمد على وسائل التسقيط السياسي، أو الاستناد على العصبية العشائرية-الدينية، وفي هذا المقال سنتحدث عن هذه الوسائل بشقيها الإيجابي والسلبي.

أولاً: وسائل التأثير الإيجابية:

        تعد هذه الوسائل من الوسائل الحضارية التي تعتمدها الديمقراطيات الغربية أثناء حملات مرشحيها الانتخابية، والتي تتمثل في التأثير على آراء الناخبين، وإقناعهم من خلال المشروع أو البرنامج الانتخابي للمرشح، والذي يضعه ليوضح من خلاله الأهداف والمشاريع التي يسعى لإنجازها في حالة فوزه، ويُعتبر هذا البرنامج خارطة طريق يسير عليها لمدة أربع سنوات قادمة، ومن خلال ذلك يعتبر أداة رقابية على المرشح من خلال ناخبيه في حالة عدم تطبيقه، ويضم جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية ويركز على شرائح المجتمع المختلفة، وفي العراق مع الأسف نرى غياب البرامج الانتخابية لأغلب المرشحين، وحتى إن وجدت هذه البرامج فهي قديمة وأصبحت مستهلكة سبق وإن طُرحت في الفترات الانتخابية السابقة ولم يُحقق منها شيئاً.

ثانياً: وسائل التأثير السلبي:

        تتعدد هذه الوسائل التي يلجأ إليها المرشحون باعتبارها وسائل مضمونة تأتي بنتائج مبهرة للمرشح الذي يستخدمها، فالسواد الأعظم من المرشحين يلجأ إليها. وتتمثل هذه الوسائل في:

- الجيوش الإلكترونية، تعرف الجيوش الإلكترونية: بأنها مجاميع مدربة تعمل على اختراق المواقع الإلكترونية للخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة عبر مواقع الإنترنت وإسكات وتشويه سمعة المناوئين، إلى جانب ترويج الإشاعات والأكاذيب، ويستخدم المرشحون هذه الجيوش من أجل تسقيط خصومهم أمام ناخبيهم والعمل على التأثير في آرائهم من أجل كسبهم إلى جانبهم، كما تعمل الجيوش الإلكترونية على تلميع صورة المرشحين عبر الترويج لمنجزاتهم من خلال المنشورات والتعليقات والتغريدات التي لا أساس لها على أرض الواقع، فالمتتبع للساحة السياسية العراقية سيلاحظ وبقوة كثرة لجوء المرشحين لهذه الجيوش، والتي تُدفع لهم مبالغ ضخمة جزاء عملهم هذا، فمن يقوم بهذه المهمة ليسوا أشخاصاً عاديين بقدر ما هم محترفون يحملون مؤهلات علمية عالية.

- الموروثات التاريخية(العشائرية-الدينية): يلجأ المرشحون إلى إقناع الناخبين من خلال تذكيرهم بالمورثات التاريخية عبر تذكير الناخبين بأصل هذه المرشح الذي يرجع أصله إلى نسب معين أو ينتمي إلى عائلة دينية محافظة، والعمل على تحريك عواطفهم ودغدغة مشاعرهم معتمدين في ذلك على العادات والتقاليد والأعراف التي نشأ وترعرع عليها الناخبين من جهة، واستغلال ضعف المستوى التعليمي الذي يملكونه من جهة أخرى، أي أنَّ المرشحين يستغلون العصبية العشائرية-الدينية من أجل الترويج لأنفسهم، ومن ثم التأثير في خيارات الناخبين.

- شراء الذمم الانتخابية: تتعدد طرق شراء الذمم التي يقوم بها المرشحون ما بين توزيع البطانيات، وقواطي المعجون، وتوزيع الغذاء عليهم واستغلال العوز والفاقة التي يعانون منها، وهو في ذلك يعتبر من الوسائل البشعة، أو تبليط الشوارع بمادة السبيس التي سرعان ما كشفت الأمطار زيفها، أو إطلاق الوعود في ما يتعلق بتعيين الخريجين ووعودهم بوظائف في حالة فوزهم، كما يلجؤون إلى اللعب على ورقة الشهداء، وكذلك شراء البطاقات الانتخابية من الناخبين التي دخلت لأول مرة في هذه الانتخابات من خلال جعل التصويت إلكترونياً وبمبالغ تصل أحياناً إلى(100دولار أمريكي).

- التسقيط السياسي: كثيراً ما يلجأ المرشحون إلى إقناع الناخبين عن طريق تسقيط خصومهم وعادة ما يستخدمون ورقة إظهار ملفات الفساد خلال فترة الانتخابات، أو تلفيق الأفلام الفاضحة المفبركة وإشهارها في وسائل الإعلام والمعلوماتية، وهذا الأمر حدث مع بعض المرشحات ضمن القوائم المدنية في الفترة الأخيرة.

       يُلاحظ من ذلك إن الوسائل التي يستخدمها المرشحين وسائل سلبية في الواقع لا تتناسب مع القيمة الحضارية للانتخابات، ودليلنا في ذلك كشف ملفات الفساد ونشر الأفلام المفبركة وتشويه سمعة المرشحين من خلال استخدام الجيوش الإلكترونية؛ أذ كان المفروض على المرشحين التأثير في خيارات الناخب العراقي من خلال المشروع الانتخابي له ولكتلته.

#شجاع_محمود

#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

Tweet

إقرأ أيضا

وسائل تأثير المرشحين في آراء الناخبين

4/ 5

Oleh حسين أكرم غويلي

حسين أكرم غويلي في مايو 18, 2018 التعليقات