احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

17‏/12‏/2017

((التعايش إلىٰ أين؟...))



الكاتب: أحمد فائق السالم




                 ((التعايش إلىٰ أين؟...))

       الضعف، الحقد، الفراغ الفكري، فقر الوعي... كلُّها عوامل جوهرية مناقضة لمبدأ التنوع، وهو العَصبُ الأهم في ظِل تَفاقُم أزمة التعايش السلمي بين المجتمعات والأفراد، سَواء علىٰ مستوى العراق خُصوصاً، أو العالم بِشكلٍ عام وتراجع مبدأ تقبل الآخر وإنقياد بعض الأفراد للتعصب وعدم تقبل الإختلا
ف.

       مِنْ مُنطلقِ مَبدأ العَيش بَين أفراد المُجتمع، هو أمرٌ قد يصب في مَصلحة تَطور البلاد نحو مُستَقبلٍ زاهرٍ، بعيدًا عن ضَوضاء الحروب وإنتكاسات المجتمعات، والحديث عَنْ أوربا وما كانوا عليهِ في القرون الماضية؛ حيث كانَ الظلام يسيطر عليها فكريًا! بسبب عَدم قُدرتهم علىٰ تقبل العيش متنوعين بأفكارهم، وقومياتهم.

       كما ظَهرَ هذا المفهوم، في أوربا بَعد الحرب العالمية الثانية، حين كانَ هناك نظامان مختلفان جوهرياً: "نظام الدول الاشتراكية المُتمثلة بالإتحاد السوفيتي، ونظام رأسمالي متمثل في أمريكا"، في ظل هذه الظروف نشأت فكرة التعايش السلمي بين نظامين مختلفين جوهرياً.

        مشكلة عَدم تَقبل الإختلاف معَ الآخر والإلتزام بالروح الإنسانية التي منحها الله إلى خلقه، تحت مظلة الوئام، وكما قال الرَسول: (صَلىٰ الله عليهِ وسلم)(كُلِكُم مِنْ آدم وآدم من تراب)، مِنْ هنا نجد عَدَم التفرقة بَينْ الجِنس البشري بشكل عام، وهذا ما نصت عليهُ الثقافات الأسلامية للحدِّ مِنْ مَخاطر عدم التآلف، وما يَترَتب عليهِ من مَخاطر جسيمة تؤدي الىٰ تمزق النسيج المجتمعي.

       ما يحصل في العراق علىٰ وجه الخصوص، هو الأهم على الساحة، فما نشاهدهُ من تمزيق للصف العراقي، وما يريدهُ ضِعاف النفوس أن يجدوا طريقة تسود فيها لغة الحقد والإقتتال... سواء على مستوى الطوائف المتعددة في العراق، أو القوميات؛ لذا حث الإسلام علىٰ مبدأ التعارف بَينَ الناس، ونَبَذ الفرقة، وكما قالَ تعالىٰ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات/ 13. فَمُنذ الآلف السُنين كان العراق، مُتَعددّ القوميات والطوائف، وكلما أزداد الوئام بين الأفراد، وكما قيل: (لولا الوئام لهلك الأنام)، {مثل عربي قديم}؛ إزدادت قوةَ النَسيجِ الإجتماعي فيما بينناَ، ومِن ما ذَكرنا سالفاً نَجدُ أنَّ الإلفة بين الأديانِ، والمَذاهبِ، والقومياتِ، وحُرية مُمارسة الشعائر لكلِّ مَذهبٍ دُون المساس بالطرف الآخر أو الإساءة له؛ وأكدَّ "الإسلام" على توطيد مبادئ التآلف بين النّاس وكان الرسول(صلىٰ الله عليه وسلم) يأطر العلاقة بين القبائل المُجاورة له، دون العرق، والدين، واللون.

       كما وأثبتت إحصاءات، إنّ دولة الإمارات مِنْ بين الدول التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً في التعايش السلمي، كونها تضم العديد من الجنسيات مِن كافة البلدان المختلفة، وكذلك الأديان والقوميات وحتى الأقليات، وفقاً للتقرير السنوي لعام(٢٠١٤م) للمنظمة العالمية للسلم والرعاية والاغاثة التابعة للأمم المتحدة؛ والذي تَمَ النشر عنها أثر الإحتفالية في(إمارة الشارقة)، وذلك بِمناسبة اليَوم العالمي للسلامِ، وتَعد الإمارات انموذجاً للتعايش وإعطاء الحقوق لكافة الجنسيات المُختلفة في ظل إختلاف الثقافات بين الدول، وفي ظل تأزم الحياة أثر الإقتتال الطائفي، والعنصري الذي تشهدهُ العديد من الدول.

      ما يَحدُث اليوم في العراق هو بمثابة دَسّ السموم بَين أبناء البلد الواحد الذي لطالما عاش موحداً حاضناً لكل الأديان والقوميات في ظل تعاقب الحاضرات في بلاد الرافدين وتنوع المذاهب. إن من أهم عوامل تطور البلدان هي بالأساس مسألة الوفاق بينهم، وتقبل الآخر بكل روح وإعطاء مساحة كافية للتعبير دون المساس بأحد أو التأثير؛ إنّ حرية التعبير عن الرأي لها كُلفة باهضة في العراق، لذلك يَجب على مَنْ يترأس الهَرَمَ في البلد أنْ يؤسس لهذه المفاهيم ويضع قوانين صارمة للحدِّ من هذهِ الظاهرة التي لطالما فَتكت في شعوب أرجعتها إلىٰ الهاوية.

      مِنْ هذا المنطلق، ومن حُبِنا لبلدنا وللأرتقاء بواقع البلد نحو مستقبل زاهر؛ يجب أن نَعِ مبدأ تقبل الرأي الآخر بدون تجريح، وأن نؤسس لمبادئ"العيش، والوئام"، وأن نبني العقول قبل الأجسام، وكذلك على منظمات"المجتمع المدني" أن تأخد دورها لتغيير المفاهيم المغالطة لدا المجتمع، وعلىٰ الطبقة المثقفة أن تأخذ دورها على مَحمل الجِدِّ في تطبيق وترسيخ هذه المفاهيم، وأن تضع الدولة قوانين صارمة لترتقي بواقع العيش الرغيد، وعلىٰ كلِّ فَردٍ مِنَ الشعب أن تكون لهُ مسؤولية تجاه نفسهِ أولاً، والمجتمع ثانياً؛ لِتوطيد هذه العلاقة بين أبناء الشعب الواحد بكافة القوميات، والطوائف، لبلد يتسع لأهلهِ أولاً ولكل ضَيف مرحب بهِ علىٰ أرض"المحبةِ والسلام" أرض الرافدين.

#احمد_السالم
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل:أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس ادارة وإقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
الحالة الإجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: بصرة.

إقرأ أيضا

((التعايش إلىٰ أين؟...))
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة