احدث المقالات

عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني

"عراقُ الحضاراتِ سَيبقى وطني " مقال بقلم " حسين أكرم غويلي "       أعلم بأن ما سأكتبه لن يُغير شيئاً مم...

17‏/12‏/2017

"الإرهاب"



الكاتب: أحمد فائق السالم



                          "الإرهاب"

       الخوف، الترويع، إستخدام العنف، القتل، كل هذه مسميات داخل إطار الإرهاب الذي هو منذ نشأته كان ولا زال الخطر الأكبر الذي يواجه العالم بإسرهِ، وظيفتهُ نشر الذعر والفرقة بين أبناء المجتمع، في ظل تفاقم الظلم، وعدم وجود الحماية الفكرية للمجتمع، وإزدياد مبدأ حكم القوي على الضعيف، وإستخدام الدين الإسلامي بغير محله، تظهر هذه المسميات.

      في القرن الأول الميلادي وحتى القرن الثالث عشر ذكرت بحوث للكاتب "زياد مكي" منذ أن لجأ الإنسان للعنف لتحقيق أغراضه السياسية، مثل"جماعة السيكاري اليهودية" التي عملت على إغتيال أعدائها والمتعاونين معهم لطرد الرومان من أرض فلسطين، بينما ظهرت مجموعة "الحشاشين" في سوريا وإيران ما بين الفترة من الحادي عشر والثالث عشر، حيث يقومون بقتل الولاة والوزراء من العباسيين والسلاجقة.

     في عام (١٧٩٣م) ظهر مصطلح الإرهاب الحديث الذي كان يسيطر فيه "ماكسميليان روبسبير" على مقاليد الأمور في فرنسا أعقاب الثورة الفرنسية، هناك حيث ساد القتل والذبح لأتفه الأسباب، حيث كان يبرر كل أعمالهِ الوحشية للدفاع على عن الجمهورية ومبادئها.

      إنّ فهم القضايا القانونية المتعلقة بإمور الإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي، لا بدَّ أن ترافقهُ محاولات لتفكيك الخطابات الإرهابية في مختلف الدول الغربية والعربية، وتختلف الجماعات الإرهابية من فرقةٍ لأخرى حسب الخطاب المتبنى لديهم، فمثلاً تنطيم"القاعدة" هو بإختلاف جذري عن ما يتبناه تنظيم"داعش" وخلافته المزعومة، ولو بحثنا قليلاً! لرأينا إنَّ التطرفَ يجب أن يكون له بيئة خصبه، وبالتالي يستطيع الإستناد والنمو داخلها، ما نراه ومن أبجديات البحوث والدراسات، إنّ التطرف يوجد وبكثره في الوطن العربي، ومن وجهة نظر؛ نرى إنّ هذا يعود لعدة أسباب، منها: بداية ونشأة جيل غير واعي منذ الطفولة بسبب ضعف المناهج الدراسية على كافة الأصعدة، وهذا ما يتيح للطفل حديث النشأة فهم الأمور من ناحية الدين بالخطأ، وأنَّ الدينَ الحنيفَ الذي هو بعيدٌ كلَّ البُعدِ عن هذهِ الأفعالِ وهناك نصوص قرانية كثيرة، تتحدث عن حرمة الدم، وقتل النفس بغير حق أيَّاً كان دينها، وكما قال الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا" (الإسراء/33)، وهناك العديد من الآيات التي لو فهمها الإنسان لعرفَ أنّ ديننا الحنيف، هو دينُ العدلِ والمساواة، والوسطية والإعتدال.
من العجائب إنّ هؤلاء الذين يتخذون من قوقعاتهم المتلبسين داخلها ديناً خاصاً لهم، يقتلون ويهجرون ويثيروا الرعب بين الناس، وليس ببعيد ما حصل في العراق مُنذ الإحتلال الأمريكي الذي بَدد البلاد وقلب موازين وأدعى أنهُ من المحررين من نظام جائر، ما يحصل في البلاد العربية على حدٍ سواء أو ماسميَ"الربيع العربي" الذي فتكَ بالبلدان وهجر أبنائهم، تَبنت الحكومات الخاضعة تحت أوامر الأمم المتحدة، بتغير حكوماتها تحت مسمى (الديمقراطية)، وهذا لم يحدث أبداً، العجيب أن من يتخذون من مفهوم الديمقراطية التي في أصلها، لا يمكن تطبيقها في البلدان العربية خاصة، وخصوصاً مع الحكومات التي هي بمثابة إرث بين العائلة الحاكمة، سواء في البلدان الخليجية، أو العربية، ولا أريد الإطالة، إنّ الإرهاب بصورة عامة لهُ مسبِبات كثيرة، فأيَّ دولةٍ تمارس الظلم وعدم وجود العدل بين أبنائها، سينتج بالضدِّ حوله عدم تقبل من الآخر وبالتالي ينتج جماعات إستغلت الدين بصورة خاطئة، وهنا أركز على إنّ ضعف المناهج العلمية وضعف التعليم سواء في الدراسة الإبتدائية، أو الثانوية بالصورة التي يجب أن تكون عليها. وتؤكد دراسات أن ردائة المناهج التربوية في عالمنا العربي خاصة، قد بلغ ذروتها في ظل تراجع التعمق في الدراسات الجوهرية المهمة الي تفيد بناء أجيال علمية رصينة على أساس مهني توعوي.

       من خلاصة الحديث، الإرهاب ليس حديث العهد كما يفهم البعض، وإنما في القرون القديمة، لكن! ربما في وقتنا الحاضر إزدادت نشوة هذه الجماعات الخارجة عن القانون أن تعبث بمقدرات المجتمعات، نتيجة لما ذكرته، في الحصيلة النهائية لإنهاء مثل هكذا جماعات، يجب تفعيل دور التعليم العالي بصورتة الواضحة مقارنة بباقي الدول العظمى، أن يكون هناك دور للمدارس الدينية أن ترسخ للدين الحنيف الذي جاء به الرسول الكريم، دين الوسطية والإعتدال، بناء أسس رصينة للمفاهيم الصحيحة، تقوية المناهج العلمية الدراسية في كافة المراحل، الإهتمام بفئة الشباب وإحتوائها، وزجها في مجالات الإنتاج العلمي والعملي، وهناك نقطة أهم عدم تدخل دول أخرى بأنظمة دول على حساب التسقيط، ودفع المبالغ للإطاحة بدول معينة، كل هذه الأساليب تقلص دور هذه المجاميع في مجتمعاتنا العربية.
#اتحاد_الشباب_العراقي_لكتاب_المقالات

نبذة مبسطة عن سيرة الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسم الكامل:أحمد فائق السالم.
الولادة ومحلها: (1990م)/ البصرة.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس ادارة وإقتصاد/جامعة البصرة/ قسم العلوم المالية والمصرفية.
الحالة الإجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: بصرة.

إقرأ أيضا

"الإرهاب"
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

إشترك في القائمة لدينا وتوصل بجديد المواضيع والقوالب

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار

المقالات الاكثر قراءة